لكل عدسة نهاية منها ما تدور حول نفسها واخرى تتحلل الى اجزاء تتفنن في الحركة تتلاعب بالضوء لكن عدسة مسلسل الهيبة بداية النهاية من عجائبها انها تتقمص جميع الادوار وجهها خالي من التجاعيد الاشياء التي تمر بجانبها تحصل على مكان في جدارية الصوت والصورة …
فالعروض التي تتصدر واجهة الشاشة الصغيرة والكبيرة تؤثر على افكار وعواطف الجماهير وتحصد الكثير من المميزات التي تؤهلها للارتقاء الى مستوى اخر بمعنى اخر كل الاعمال الدرامية ناجحة ولها قيمة من جميع النواحي التي تعنى بالواقع والخيال حيث تنفرد كل واحدة منها بتقديم قضية لها ابعاد لكن عندما يتخطى النص خطوط الشخصية وتنحرف في اتجاهات غير مكتشفة وتميل الى ابراز التفاصيل فهذا يعني ان العمل الدرامي قد تفوق بشكل كامل على نفسه بحيث تكون اليد التي تمسك الفرشاة وترسم وتعطي كثافة للون وتدرجاته هي ذاتها التي تعكس مظهر صانع اللوحة …
الهيبة فرشاة وكثافة لونية ولوحة تعكس مظهر صانعيها فعدستها مزودة بنسخ لا حصر لها من الامواج الضوئية فحين تعلن عن قدوم مشهد ويرتفع سقف الحوار وتزداد التكهنات حول ما يحدث وما سيحدث وما قد يحدث هنا تكون معايير الصورة والصوت قد تغلبت على العدسة وبالتالي تخرج اخرى وتكمل الطريق الى مشهد اخر وحوار لا يمكن حصره ضمن النص وتكهنات اخرى لا يمكن حصرها …
الهيبة عمل له استثناءات كثيرة لا يلغي الاعمال الاخرى لكن صفات المادة الحية والجامدة في المسلسل اشخاص اماكن مناظر الوصفة السحرية التي تم خلطها اعطت طعما ونكهة لحواس المتلقي …
ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب