يوسف السعدي
من أفضل نعم الله على الانسان أن يكون مرتبط ارتباط وثيقا بكتابه (عز وجل). وذلك لما يحتويه القران الكريم من قوانين تجعل حياة الانسان تسير في أفضل مسار وتحقق له خير وسعادة الدنيا والاخرة، ان تاريخنا الاسلامي زاخر بالكثير من النماذج التي وصلت الى اهدافهم في الدنيا والاخرة من خلال ارتباطهم بالقران الكريم، وأقرب مثال لا زال شاخصا في افكارنا رأينا نتائج ارتباطه في القران، هو السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب الخالد.
ارتبط شهيد المحراب بالقران الكريم ارتباطاً وثيقاً، واهتم به اهتماماً كبيراً، فالقران من وجهة نظره هو الركيزة الأساسية في حفظ الجماعة الصالحة حيث يقول: ((لقد اهتم أهل البيت (صلوات الله عليهم) اهتماما خاصا ومتميزا بجانب الفكر والعقيدة، لأنه يعتبر الأساس الذي يمكن أن تقوم عليه بناء أي جماعة بشرية. وبمقدار ما يكون هذا الجانب قويا وواضحا ومنسجما وشموليا، تكون الجماعة قوية وقادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات والظروف المختلفة التي تفرزها حركة التاريخ)).
من خلال هذه الرؤية لدور الجانب العقائدي والفكري نجد أن القران الكريم يهتم به أكبر اهتمام، ويعالج ـ في المجتمع الجاهلي ـ القضية العقائدية والفكرية قبل كل شيء. ويرسخ في المجتمع (الجماعة الصالحة) هذه القضية))، فليس غريباً بعد هذا أن نراه (قدس سره) عكف على دراسته وتدريسه وهو في أحلك الظروف وأشدها قسوة عليه، ففي إيران وفي ظل ظروف حياتية لا يحسد عليها انكب على تدريس علوم القران وتفسيره، مضافا إلى محاضراته القرآنية الكثيرة في الوسط الإيمانية والتي ركز فيها مفاهيم القران.
بذلك كان (قدس سره)، خير مثال لقول النبي (صلى الله عليه وآلة وسلم): ((إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل، من قال به صدق ووفق، ومن حكم به عدل، ومن أخذ به اجر)).
ليس حياته فقط كانت زاخرة في العطاء على مختلف الاصعدة، وانما استشهاده كان في أفضل الايام، والاوقات، الأمكنة.