على الرغم من التدابير المشددة التي اتخذتها معظم دول العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد وبينها العراق، إلا أن أرقام الإصابات والوفيات مازالت تتزايد.
وتلاقت تلك الدول مع بعضها بتدابير مشتركة ضد الوباء، تضمنت أبرزها حظر التجول وتقييد حركة الناس والتركيز على عدم الاختلاط واتخاذ التباعد الاجتماعي وسيلة للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه.
ومع كل القرارات التي اتخذت كي لا يصبح تفشي المرض أمراً خطيرا يهدد حياة أبناء البلد الواحد، والتشديد على تنفيذها، خصوصا بمنع التجمعات، فقد ظهرت تصرفات غير مسؤولة أثارت استهجان العراقيين.
ومن هذه الأشياء الغريبة ما شهدته محافظة صلاح الدين قبل يومين، ففي وقت تحاول فيه السلطات جاهدة كبح جماح كورونا، فوجئ العراقيون بخبر صادم عن وزير في حكومة تصريف الأعمال وهو وزير الصناعة والمعادن صالح عبدالله الجبوري ومعه أعضاء في البرلمان، وكذلك أعضاء من خلية الأزمة في صلاح الدين، فقد أقام هؤلاء تجمعا كبيرا للمدنيين ضمن حفل صاخب.
ورغم أن فيروس كورونا حصد أرواح آلاف الناس حول العالم، وأصاب آلافا آخرين، فإن العراقيين لا يزالون غير مبالين بالفيروس الذي يستنفر الدول لمواجهته والتقليل من فتكه.
لماذا اللامبالاة؟
ويعزو الناشط في التظاهرات والمعتصم بساحة التحرير في العاصمة بغداد على الكرعاوي لـ”العربية نت” أن سبب عدم المبالاة في المجتمع العراقي بالفيروس إلى الظروف القاهرة التي يعيشها الشعب، والفشل الذريع في تقديم الخدمات من قبل الحكومات المتعاقبة، بينها عدم الاهتمام بالقطاع الصحي عن طريق توفير منظومة صحية ترتقى لمستوى الأوبئة والأمراض الفتاكة، وكذلك وجود شخصيات تعتبر نفسها فوق القانون أو المرض.
في المقابل، دعا ناشطون عراقيون إلى فرض حظر إجباري ومعاقبة كل من يستهين بأرواح الناس وخصوصا السياسيين، لأن المرض لا يفرق بين أحد.
من جانبه، قال المدون والناشط السياسي كتاب الميزان لـ”العربية.نت” ما حدث بقضاء الشرقاط أثار حفيظة كل العراقيين، فهو استخفاف بحياة المواطنين وخرق لقرارات خلية الأزمة رقم 55، وما يثير الاستغراب هو أن من أقام هذا التجمع وزير ومسؤول في السلطة التنفيذية، وحضره نواب بالبرلمان العراقي مسؤولون أيضا عن حياة آلاف العراقيين، منوها إلى أن الحضور شمل أيضا شخصيات من خلية الأزمة لمحافظة صلاح الدين بينهم مدير صحة المحافظة وبعض أعضائها!
وطالب الميزان رئيس خلية الأزمة ببيان واضح وصريح لهذا الخرق.
حقوق الإنسان تتدخل
في السياق أيضا، أوضح عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي لـ”العربية نت” أن المواطن يقتدي بممثلي المجتمع سواء كانوا سياسيين أو قادة أو شيوخا عشائريين أو رجال دين أو أي ممثل لفئات المجتمع، والأولى أن تكون هذه القيادات قدوة للناس في الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الجهات الحريصة على حياة المواطنين وخصوصا خلية الأزمة.
ونشر مغردون فيديو يظهر مسؤولا طبيا في أحد المستشفيات في مدينة المثنى جنوب العراق يقدم نصائح للناس باكيا، ويطلب منهم عدم الخروج من منازلهم، محذرا من خطورة الوضع وضرورة التعامل بجدية مع الوباء.
يذكر أن عدد الإصابات المشخصة في العراق بفيروس كورونا قد وصل 316، والوفيات 27، إثر إعلان وزارة الصحة العراقية تسجيل 50 إصابة جديدة، الثلاثاء.
وكانت قيادة عمليات بغداد قد حذرت بدورها من خرق حظر التجول المفروض في العاصمة بغداد إلى جانب محافظات عدة في البلاد.