أسابيع حاسمة مع كورونا بين اليأس والخوف والرجاء

1

أكرم القصاص

طالما اتفقنا على أن مواجهة فيروس كورونا تحتاج إلى توحد وتفهم من الدولة والمجتمع، علينا أن نحاول استكمال ما بدأناه من تحمل، حتى يمكننا عبور هذه المرحلة الحرجة بسلام.
 نحن بالفعل أمام مرحلة قد تكون حاسمة فى مواجهة الفيروس، مع الأخذ فى الاعتبار أننا طوال ثلاثة أشهر تقريبا منذ بداية الأزمة نقرأ ونسمع تصريحات تقول إن الأسبوع القادم هو الحاسم، وأن علينا أن نتجاوزه حتى نصل لبر الأمان، وتحول الأمر إلى نكت، ومع هذا يبدو بالفعل أن العالم كله وليس نحن فقط يتجه إلى مغادرة الحجر والعودة تدريجيا إلى الحياة شبه الطبيعية، مع اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة فيما يتعلق بالوقاية والتباعد.
منحنى الإصابات والوفيات فى مصر يكشف عن نقاط محيرة، وأخرى مفهومة، فقد قفزت أعداد الإصابات خلال الأسبوع الأخير بصورة مثيرة للقلق، تجاوزت أعداد الإصابات المسجلة يوميا 450 حالة، وارتفعت الوفيات لتتجاوز العشرين، وبدا الأمر هنا نتيجة التزاحم والاختلاط فى الأسبوع السابق لشهر رمضان، وتجاهل كثيرين لإجراءات الوقاية والتباعد، وخلال شهر رمضان تعامل البعض بتهاون، واستغلوا تأخر تطبيق موعد الحظر للتجمع والعزومات، مع شعور كاذب بالاطمئنان أدى لتزايد الإصابات، وارتفاع المعدلات بشكل مثير للقلق.
هناك بالفعل نقاط محيرة، فالعدوى لم تنتشر بشكل كبير وكارثى مثل دول أخرى، وفى نفس الوقت فإن منحنى الإصابات متعرج بين صعود وهبوط، وبالفعل ظهرت حالات فى قرى ومناطق مختلفة، بما يشير إلى خطر حقيقى، لا يستدعى التهريج.
ارتفاع الأعداد مؤخرا دفع كثيرين ومنهم نقابة الأطباء لرفع توصية إلى الحكومة لفرض حظر شامل حتى نهاية رمضان وعيد الفطر، باعتبار هذه الفترة يمكن أن تشهد تزاحما، حال عدم اتخاذ الحيطة، يضاعف من الإصابات ويصنع بؤرا جديدة، ويرى أنصار الحظر أن أسبوعين ربما يكونا حاسمين فى منع الانتشار والسيطرة على الفيروس، بدلا من تهاون قد يقود إلى بؤر جديدة وتضاعف فى الأعداد،
وفى نفس الوقت توقع بعض المحللين أن تفرض الحكومة حظرا أكثر شدة للمرور من المرحلة الحاسمة، ولاتزال الحكومة تدرس مع الخبراء ما يمكن أن تتخذه من إجراءات، سواء بالتشديد أو الاستمرار على الحال مقابل رمضان.
الملاحظ أن معدل الإصابات يتراجع فى العالم كله بشكل مثير، مع ظهور بوادر على بروتوكولات علاج أكثر فاعلية، لكن لا يزال الحديث عن توفير لقاح لفيروس كورونا محل نقاش لم يحسم بعد، وفى مصر بعد الارتفاع فى أعداد الإصابات، بدأت حالة من التراجع لم تظهر بعد، إذا كانت انكسارا للذروة، أم أنها مجرد هدنة قد يعاود الفيروس الانتشار خلالها، مع غياب الاحتياطات والإجراءات الوقائية،
ولهذا تبدو الأسابيع القادمة حاسمة بشكل عام، فيما يتعلق بحجم الإصابات والعدوى فى مصر ودول كثيرة، مع الاستعداد للعودة إلى العمل وتجاوز الحجر المفروض على مئات الملايين من البشر فى العالم، حيث تستعد شركات السياحة والطيران للبدء فى استعادة نشاطها فى محاولة لتعويض خسائر ضخمة لم تعد الكثير من الشركات قادرة على تحملها، وبين الخوف واليأس والرجاء ينتظر ملايين البشر فى العالم ما تسفر عنه عملية الفتح والعودة إلى ممارسة النشاط الطبيعى من خروج وعمل وسياحة، فقد تنقشع الأزمة لتصبح مجرد ذكرى تاريخية، أو يستمر الفيروس ليبقى مع البشر لفترة، ويستوطن ليستمر فى حصد المزيد من الأرواح.

التعليقات معطلة.