قال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الأربعاء، إن الإرهاب والعنف ما زالا يشكلان تهديداً للأمن والسلم المجتمعي في بلاده.
وأكد صالح، في كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف، أن «ما حصل، خلال الأيام القليلة الماضية، من جرائم قتل وترويع في الفرحاتية وخانقين وكركوك، يؤكد أن الإرهاب والعنف ما زالا يشكلان تهديداً للأمن والسلم المجتمعي في العراق».
وأضاف «إن عصابات القاعدة وداعش ومختلفِ المسميات الإرهابية التكفيرية والمتشددة، قتلت واستهدفت المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والصابئة على حد سواء، وإن ضحايا المسلمين في هذه الجرائم الوحشية أضعاف ما طال أبناء الديانات الأخرى، وبما يؤكد أن هؤلاء القتلة لا دين لهم».
وأوضح «في هذه العقود، بات الإرهاب، بمختلف نسخه، هو الخطر المباشر الذي يعمد إلى تشويه قيم الدين ورسالته كما جاء بها الرسول، بل إنه يستهدف المنظومةَ الإسلامية أكثر من غيرها».
وقال الرئيس العراقي، إن «الإرهاب لم يعد مجرد وسيلة لقتل المسلمين وغير المسلمين فقط، الإرهاب بطبيعته الأخطر هو تشويه لفكر وقيم ورسالة الدين، فالإرهاب إرادة مستبدة تريد تكريس صورة سوداء مشوهة لتلك الأخلاق الرفيعة التي تحلى بها الرسول والصفوة الخيرة من الآل والصحابة والمسلمين».
وأضاف «لا خيار لنا جميعاً، مواطنين وقيادات بمختلف المستويات، سوى أن نتقدم إلى الأمام، وأن ننتهي إلى إصلاح بنيوي يضع الدولة ومؤسساتِها والمجتمع في حال يليق ببلد مثل العراق، ويستحق بموجبه أن يكون في المقدمة، ويستحق الشعب فيه حياة حرة كريمة».
ودعا إلى «تصحيح المسارات ومكافحة الفساد بمختلف أشكاله المالي والإداري والسياسي. فالفساد والإرهاب متلازمان ومترابطان، والفساد هو الوجه الآخر للإرهاب وتعزيزِ هيبة الدولة وسيادتها وتكريس قوة القانون وصلاح بنية الاقتصاد الوطني وتهيئة فرص الاستثمار وإعادة بناء الصناعة وتطوير الزراعة، بما يضمن اقتصاداً متيناً للدولة».
وقال «إننا نمر بظرف عصيب، مالياً وصحياً وسياسياً، لكن الأمم تكون عظيمة كلما جعلت من التحديات فرصاً للوثوب، ولابتكار الحلول والتقدم إلى الأمام وتهيئة مستلزمات النجاح في إجراء انتخابات مبكرة عادلة ونزيهة تساعد على تحقيق الإصلاح المنشود».