عن مواجهة ترامب لاحتمال التزوير في الانتخابات

1

 عبد الحليم الرهيمي

رغم مرور نحو شهر على إجراء الانتخابات الرئاسية، فأن حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواجهة احتمالات التزوير – حسب ادعائه- بالتصويت و فرز الأصوات، لم تنته فصولاً بعد.

ورغم أن هذه الحملة قد بدأت قبل أسابيع من موعد البدء بالتصويت في 3 تشرين الثاني وتصاعدت عند عمليات فرز الأصوات والتي كان ترامب يؤكد خلالها أنه هو الفائز على منافسه جو بايدن وسيكون الرئيس 46 للولايات المتحدة وسيبقى في البيت الأبيض لدورة ثانية، لكنه أعلن قبل أيام أنه سيُقر بفوز جو بايدن إذا ما اعلن المجمع الانتخابي و المؤسسات الدستورية ذلك في 14 كانون الأول القادم. الأمر الذي يشير الى احتمالية انتهاء هذه الأزمة و المواجهة بينه وبين منافسه و التمهيد لانتقال سلس للسلطة.

وفي حين تعايش المجتمع الأميركي، باختلاف آرائه مع الأزمة بتوتر والتي لم يحدث مثلها لعقود طويلة بين مؤيد و معارض و دخول الإعلام فيها الذي اتهم ترامب معظمه بأنه يقف ضده، فإن العالم بدوره انقسم أيضاً في موقفه اتجاه هذه الأزمة _ و الممارسة الديمقراطية القضائية الحامية. وكما جرت العادة في (تطرّف) الكثيرين من العراقيين في اتخاذ المواقف، عمد المؤيدون لبايدن وغير المؤيدين لترامب الى قذف الأخير و شتمه بكل مافي ( قواميسهم) من كلمات مقذعة و مهينة كوصفه بالأحمق و الشرير و الجاهل و الكذاب و التاجر.. والى غير ذلك مما قرأه و سمعه الكثيرون. غير أن الوجه الآخر المهم لهذه الأزمة _ المواجهة التي تصدى لها ترامب لم تلفت انتباه معارضيه أو كارهيه، بالرغم مما لهذه المواجهة من احتمالات التزوير في الانتخابات من دلالات وما تنطوى عليه من درس كبير ومهم علينا تعلمه و ندرك دلالته و مغزاه، وذلك بالقول إذا كانت احتمالات التزوير يمكن أن تحصل بنظام ديمقراطي عريق بديمقراطيته وعلى لسان رئيس و مرشح لدورة ثانية للرئاسة وحظي بأكثر من 70 مليون صوت من أصل نحو 150 مليون، فان حصول مثل هذا التزوير عندنا أمر وارد و متوقع.. ولعل ما شهدناه في انتخاباتنا البرلمانية لعام 2018 والتي لم يقتصر الانتقاد لها بالتزوير في الاقتراع و فرز الأصوات وكذلك في قانون الانتخابات وفي نزاهة المفوضية وفي حرق صناديق و مراكز انتخابية و أوراق مصوتين.. إلى غير ذلك، حيث لم تتم متابعة ذلك وكشفه و فضحه أمام القضاء و أمام الإعلام بالشكل المطلوب كما فعل ترامب وإن اعتبره البعض (لعيناً)! فليتعظ الجميع من هذا الدرس البليغ دون الاكتفاء بالتهريج بالانتخابات القادمة إن حصلت.. أو التي بعدها!

التعليقات معطلة.