ضبط ميول أردوغان الاستبدادية.. اختبار لبايدن

1


الأحد 7 مارس 2021
أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهره الأول في الرئاسة محادثات هاتفية روتينية مع زعماء العالم، فيما لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ينتظر اتصالاً لم يحصل.تبدو إدارة بايدن وكأنها تبحث عن مقاربة متوازنة-مع أنها غير راغبة في تجاهل السلوك التركي المثير للجدلوقال الصحافيون روبي غرامر وكاتي ليفينغستون وجاك ديتش في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن مسألة الاتصال الهاتفي المتأخر صارت رواية رئيسية في عناوين الأخبار التركية، بعد سنوات من الإهانات المتبادلة بين حليفين في الناتو، في ما يتعلق بالصراع في سوريا إلى شراء تركيا نظاماً دفاعياً جوياً روسياً. لكن مقابلات مع أكثر من 12 مسؤولاً ومشرعاً وخبراء آخرين، أظهرت بوضوح أن عدم حصول الاتصال الهاتفي من جانب بايدن، هو مؤشر لموقف متشدد حيال تركيا، وأن أمريكا ستواصل التصرف ببرودة إلى أن تصلح أنقرة أخطاءها-وبسرعة.”لا نشعر بالثقة”وبحسب النائب الديموقراطي عن ولاية فيرجينيا أبيغيل سبانبيرغر الذي كان عضواً في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، فإن “العلاقة مع (تركيا) تمر بتحدٍ جدي، ولسنا في موقع يمكننا الاعتماد على تركيا كما كنا نفعل، أو أن نشعر بالثقة في حال اعتمادنا عليها، كما نعتمد على أعضاء آخرين في الناتو”.ومع ذلك، فإن الغالبية تتفق على أنه لا معالجات جيدة للحؤول دون المزيد من التدهور في العلاقات، حتى في الوقت الذي يجري فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومساعدوه اتصالات بنظرائهم الأتراك، وفي ظل خيارات قليلة أمام بايدن، تتعدى الاستمرار في الضغط على أردوغان في مسألة حقوق الإنسان.ويقول النائب السابق في البرلمان التركي أيكان أرديمير الذي يعمل حالياً مع مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات التي تتخذ واشنطن مقراً لها: “هذا هو المستوى الأدنى للعلاقات الأمريكية-التركية”.محاولة الانقلابوبايدن ليس غريباً عن أردوغان. فهو عندما كان نائباً للرئيس، أدار العلاقات عندما كانت في مستوى متدنٍ عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة ضد أردوغان عام 2016، والتي اتهم بها الرئيس التركي بطريقة ما، الولايات المتحدة. لكن كيفية إبحار بايدن في حقل الألغام الديبلوماسي هذا بوصفه قائداً للقوات المسلحة، ستمثل اختباراً لأجندته الشاملة على صعيد السياسة الخارجية، ليثبت ما إذا كان قادراً على إصلاح العلاقات مع حليف قديم في الناتو وفي الوقت نفسه ضبط الميول الاستبدادية المتزايدة لدى أردوغان.ورأى الكتاب أن المقاربة العدوانية للسياسة الخارجية التي تعتمدها تركيا تشكل أزمة منتظرة لإدارة بايدن. فأردوغان عالق بين براثن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب شراء تركيا صواريخ أرض-جو “إس-400” الروسية الصنع بـ2.5 ملياري دولار، وبين السياسة الأمريكية في أنحاء المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا تزال تركيا تخضع لعقوبات أمريكية بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي، على رغم أن المسؤولين الأمريكيين والخبراء يقولون إن هذه العقوبات لم يكن القصد منها إلحاق الأذى بالاقتصاد التركي.مقاربة متوازنةحتى الان، تبدو إدارة بايدن وكأنها تبحث عن مقاربة متوازنة-مع أنها غير راغبة في تجاهل السلوك التركي المثير للجدل.وعرضت تركيا نوعاً ما غصناً للزيتون، مع اقتراح وزير الدفاع خلوصي آكار أن تقوم تركيا بتخزين صواريخ “إس-400” في الخارج. وهذه أول مبادرة حسن نية من جانب أنقرة.تزايد الهشاشة السياسية لأردوغانوإلى حد ما يعكس ذلك تزايد الهشاشة السياسية لأردوغان، والتي فاقمتها العقوبات الأمريكية. فالاقتصاد التركي، الذي تجاوز أخطار كورونا العام الماضي بفضل سلسلة من الديون، يعاني أصلاً من التضخم ومن هبوط العملة وركود الوظائف. وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، الذي سيواجه انتخابات في 2023، تعرض للهزيمة في الانتخابات المحلية في اسطنبول قبل عامين، وظهرت مكامن ضعف لديه في أجزاء من البلاد.ولكن حتى أشد المعترضين في واشنطن على سياسة أردوغان، لا ينظرون إلى العلاقات مع تركيا بهذه السهولة، ويقولون إن ثمة حاجة للبلدين كي يعملا معاً، وإلا استدارت أنقرة نهائياً نحو موسكو أو بكين.

التعليقات معطلة.