حذّرت دراسة جديدة من أن قضاء أكثر من ساعة يوميًا في مشاهدة البرامج على الهواتف والأجهزة اللوحية قد يزيد من خطر تعرّض الأطفال الصغار لمشاكل عاطفية وسلوكية.
وتشمل المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال فرط النشاط، وضعف التركيز، وقصر فترات الانتباه، وصعوبة التواصل مع الأطفال الآخرين وتكوين الصداقات. وتكهن الباحثون بأن الأجهزة تقلل من الوقت الذي يقضيه الأطفال في القراءة واللعب والتفاعل مع الأسرة والأطفال الآخرين، وهذا بدوره قد يؤثر على نموهم الاجتماعي والعاطفي.
وتتغير أنماط استخدام الأطفال للوسائط الإلكترونية بسرعة، حيث أظهرت الدراسات أن العديد من الأطفال في سن الرابعة يستخدمون الآن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بانتظام. وفي الواقع، أشارت الدراسات إلى أن استخدام الأجهزة من قبل الأطفال في سن ما قبل المدرسة قد تضاعف ثلاث مرات بين عامي 2013 و2017 فقط.
وأجرت الدراسة عالمة الاجتماع جانيت نيرانين وزملاؤها من المعهد الفنلندي للصحة والرعاية في هلسنكي. وقال الباحثون “تظهر نتائجنا أن الأطفال في سن الخامسة يقضون وقتًا أطول بكثير على الوسائط الإلكترونية مما يوصي به الخبراء، وترتبط المستويات العالية من استخدام الوسائط الإلكترونية، وخاصة مشاهدة البرامج، بمشاكل نفسية واجتماعية، بينما كان استخدام الألعاب الإلكترونية مرتبطًا فقط بفرط النشاط في النماذج الخام”.
وأضافت نيرانين “على الرغم من أن أنماط استخدام الأطفال للوسائط الإلكترونية قد لا تبدو مشكلة عند التفكير في استخدامها على المستوى اليومي، إلا أنها تنطوي على مخاطر على المدى الطويل”.
وبالنظر إلى التقييمات العاطفية والسلوكية، وجد الفريق أن الاستخدام المطول للوسائط الإلكترونية في سن 18 شهرًا كان مرتبطًا بزيادة 59% في خطر الإصابة بمشاكل العلاقة بالأقران بحلول سن الخامسة.
وفي سن الخامسة، تبين في البداية أن الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال في اللعب مرتبط بزيادة مخاطر فرط النشاط، على الرغم من أنه تم اكتشاف اختفاء هذا عند أخذ عوامل مربكة في الاعتبار. ومع ذلك، وُجد أن المشاهدة المطولة للبرامج التلفزيونية يزيد من خطر صعوبات الانتباه والتركيز، وفرط النشاط والاندفاع، وغيرها من المشاكل العاطفية والسلوكية، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.