1

ناشونال إنترست: 4 أشهر هي كل ما لزم بايدن لزعزعة المنطقة

جورج عيسى

أنهى النزاع الذي اندلع الأسبوع الماضي بين حركة حماس وإسرائيل أربعة أعوام من السلام النسبي في الشرق الأوسط، وحمل الباحث البارز في مركز “ناشونال إنترست” كريستشان ويتون الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية، عما آلت إليه الأمور.

ترامب برهن أن قمع إيران سيؤسس الظروف التي تُشعر الحكومات العربية بأنها آمنة سياسياً بما فيه الكفاية كي تقيم روابط ديبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيلكتب ويتون الذي عمل مستشاراً في إدارتي ترامب، وبوش الابن، أن الشرق الأوسط وبلاد المشرق عامة شهدت تحسناً تدريجياً منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العنان لقوته العسكرية ما أدى إلى القضاء على داعش.

رفضت الهدية
أخل ترامب بتوازن النظام الإيراني الذي يصدر الإرهاب بتقييد أصوله المالية، ومواجهته بموقف عسكري صلب في الخليج العربي.

وكان أهم اختراق حققه ترامب هو الاتفاق الإبراهيم التاريخي، حيث أقامت الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل.

وتأسف ويتون لأن إدارة بايدن رفضت قبول هذا الواقع الجديد والمفيد منذ استلامها السلطة، إذ شرع مسؤولو بايدن على الفور في تحرير إيران من السجن الذي وضعتها فيه الإدارة السابقة.

أدركت نيته
يصمم فريق بايدن على إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي أغدق الأموال على إيران، وسمح لها بالإبقاء على تفعيل أجزاء أساسية من برنامجها النووي، والذي تستخدمه اليوم لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى كثيرا من الضروري للغايات السلمية.

وسمح مسؤولو بايدن بإعادة تحويل الأموال إلى الفلسطينيين ليصل جزء منها إلى حركة حماس المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين.

ومع وضع مسألة التمويل جانباً، يرى ويتون أن القوى الخبيثة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي مقدّمها إيران، رأت أن بايدن أراد إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل تسلم ترامب الرئاسة الأمريكية.

لا سلام دون قمع إيران
لم يتوقف مساعدو بايدن وسائر المنتمين إلى مؤسسة السياسة الخارجية الفاشلة عن الاعتقاد أن حل مشكلة الشرق الأوسط يتطلب أولاً تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لكن ترامب برهن على أن قمع إيران سيؤسس الظروف التي تُشعر الحكومات العربية بأنها آمنة سياسياً بما فيه الكفاية لتقيم روابط ديبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيل.

وقام نهج ترامب على استبعاد حلول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولاً، لأن النظام الإيراني ووكيلته حماس، بررا وجودهما بتدمير إسرائيل بشكل كامل.

وتريد الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتانياهو الذي بدا في الأسبوع الماضي كأنه في طريق مغادرة منصبه، أن توجه ضربة حاسمة للحركة.

محاولة لإلغائه
يستشهد ويتون بما قاله الباحث في مجموعة “أمنوا أمريكا الآن” ألان روث، عند تحليله للتصعيد العسكريّ الأخيرن وقوله :”هذه محاولة لإلغاء الاتفاق الإبراهيمي”.

ويضيف كاتب المقال أن ما يحصل، حرب بالوكالة تخوضها إيران التي استغلت الفرصة مع مجيء بايدن. وفي المقابل، تغيرت حظوظ نتانياهو نتيجة للنزاع.

قبل الهجمات الصاروخية الأولى لحماس، اقترب معارضو نتانياهو من تشكيل ائتلاف جديد كان سيضم حزبين عربيين. لكن بعد اندلاع النزاع، قال زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت، إن ائتلافاً حكومياً مع الأحزاب العربية لم يعد مطروحاً.

ويبدو أن نتانياهو سينتصر سياسياً مع رئاسة حكومة جديدة أو سيعاود الإسرائيليون التوجه لاحقاً إلى صناديق الاقتراع.

أربعة أشهر فقط
يتوقع الكاتب ألا تقبل المنطقة افتراضات إدارة بايدن عن كيفية إدارة شؤون الشرق الأوسط والتي  عفا عليها الزمن.

إن إسرائيل وحلفاء واشنطن الأربعة الذين تجاهلهم فريق بايدن لا يريدون نفوذاً إيرانياً متصاعداً في الإقليم.

وقلة منهم ترى أن العودة إلى نهج ما قبل ترامب ستطلق نتائج مختلفة عن النزاع الحالي.

وأشار ويتون في الختام إلى أن أربعة أشهر في السلطة فقط هي كل ما لزم الديموقراطيين ليفسدوا ما تحقق في الشرق الأوسط وأن الأطراف الجيدة في المنطقة غير مسرورة أو قابلة للانخراط في ما يجري.

التعليقات معطلة.