علي ابو حبلة
الخميس 24 حزيران / يونيو 2021.
احترام الرأي والرأي الآخر ظاهره صحية والنقد البناء يقودنا إلى إمكانية تصويب الأوضاع والتراجع عن الخطأ ضمن عملية التصويب المقصودة الهادفة لتصحيح الأخطاء والتجاوزات ومحاربة كل أشكال البيروقراطية والتعصب والانقياد وراء أوهام ومحاربة الفساد ـ لكن وللأسف أن يخرج النقد والتعليقات عن إطارها المقصود وان تستعمل كلمات تخرج عن سياق أي موضوع يطرح للنقاش تعتبر ظاهرة مدمرة لقيم وأخلاقيات مجتمعنا الفلسطيني
نتمنى على الجميع أن يترفع لمستوى الأحداث وينتقد بصورة بناءة بعيده عن استعمال كلمات وتعبيرات لا تليق بأخلاقيات وقيم مجتمعنا الفلسطيني ،بمراجعه بسيطة وتقييم لجملة الانتقادات وجميعها تتمحور حول القضايا الملحة والمخاطر التي تحدق بالجميع وتتطلب مواجهتها ، وخطرها يهمنا جميعا ويتهدد المشروع الوطني وهو خطر الضم وفرض السيادة بعد عرض حكومة التغيير برئاسة لبيد وبينت برنامجها السياسي القائم على التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وفرض سياسة الأمر الواقع للضم
حالة الانقسام والاختلاف في الرؤى والتوجهات والصراعات التي تعصف بمجتمعنا وفصائلها تجعلنا جميعا نقف أمام حالة من التذمر التي تعبر عن حالة احتقان فلسطيني تتطلب دراستها ومراجعتها من قبل القيادة الفلسطينية وعلى أعلى المستويات في ظل المعاناة الفلسطينية وحالة التذمر من مجمل السياسات وتغييب النخب السياسية والشعبية عن المشاركة بالقرارات يضاف للحالة الفلسطينية البطالة المستشرية وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وجميعها تنذر بكارثة اجتماعية لا يمكن السيطرة عليها في المستقبل القريب ما لم يتم تداركها ، نتمنى أن لا يكون النقد والتجريح ضمن إطار شخصي أو هدف لتمرير أجندات خاصة وان يبقى الانتقاد البناء في إطاره العام ، ومع هذا تدفعنا المصلحة ألعامه لدراسة هذه الانتقادات ووضعها تحت مجهر المصلحة الوطنية ووضع الحلول لمعالجتها ضمن إطار يقودنا لإستراتيجية يجمع عليها الجميع تقود لتحقيق العدالة الوظيفية والاجتماعية بين الجميع وبالتساوي
ظاهرة الفساد والواسطة والمحسوبية ليست وليدة اليوم وهي بفعل تراكمات عبر السنين من عمر السلطة الوطنية ولا يمكن معالجتها إلا في إطار قانوني يضع ضوابط لتحقيق الفرص بالتساوي بين الجميع دون النظر لأي اعتبار مصلحي شخصي أو تنظيمي ، نتمنى على الجميع الترفع إلى مستوى المسؤولية لأننا بتنا نخشى من فوضى تحت السيطرة إلى حالة من الفلتان المدمر الذي قد تعجز الجهات المسؤولة مستقبلا من السيطرة عليها
الانتقادات التي تخرج عن سياق النقد البناء تنبئ عن حالة من الغليان والتي يجب معالجتها حتى لا تعطى الفرصة لكل أولئك الذين يحاولون العبث بالأمن الفلسطيني واستغلال البعض للحالة التي عبرت وتعبر عن حالة من التذمر التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بفعل تداعيات كورونا وتداعيات السياسات الاسرائيليه وخطر المشروع الاستيطاني وتهويد القدس وطرد المقدسيين ضمن سياسة الفصل العنصري وتدمير رؤيا الدولتين والضم ومخاطره و البطالة المستشرية وانعدام فرص للعمل في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وسياسة الحصار الاقتصادي لحكومة الاحتلال ووضعها العراقيل أمام أحداث تنمية فلسطينية بحيث بتنا بحاجة ماسة خطه وطنيه استراتجيه سياسية واقتصادية للنهوض بالوضع الفلسطيني ودعم صمود المواطن الفلسطيني للخروج من المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته