ميليشيات إيران تتمرّد على “قرارات الجادرية” .. استهداف القوات الأميركية سيستمرّ
12-07-2021 | 07:00 المصدر: النهار العربيبغداد-محمد جهادي
ميليشيا النجباء
A+A-كشفت مصادر عراقية مطلعة، عن مباحثات قادها زعيم “تحالف الفتح” هادي العامري مع قيادات في ميليشيات منضوية في “الحشد الشعبي”، وذلك عقب استهدافات طالت مطار أربيل وقاعدة “عين الأسد” غرب الأنبار والسفارة الأميركية في العاصمة بغداد. وتعرضت قاعدة “عين الأسد” غرب العراق، ومطار هولير الدولي، والسفارة الأميركية لدى بغداد، الأسبوع الماضي، الى هجمات بواسطة طائرات مسيرة مفخخة وصواريخ كاتيوشا، فيما تبنّت ميليشيا “لواء ثأر المهندس” عملية الاستهداف.وقالت المصادر لـ”النهار العربي” إنه “بعدما تعرضت قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً من القوات الأميركية والتحالف الدولي، أجرى زعيم تحالف الفتح هادي العامري اتصالات مكثفة بممثلين عن حزب الله وقادة في ميليشيا النجباء وكتائب سيد الشهداء لحضور اجتماع داخل منزل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد”. وناقش الاجتماع تداعيات العمليات المذكورة وضغط العامري على قادة الميلشيات الحاضرين لوقف التصعيد في الوقت الحالي، إلا أن القادة اعترضوا، وفقاً للمصادر. لكن المصادر أوضحت أن “رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ”الخال” أو بـ”أبو فدك”، والمقرّب من حزب الله العراقي، تعهد للعامري الضغط على ميليشيا حزب الله لعدم تكرار هجمات المسيرات المفخخة”. وأكدت المصادر أن “مبادرة العامري فشلت”، لافتة الى أن “أغلب الحاضرين في الاجتماع يمثلون جماعات مسلحة موالية لقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني”.وعلق نصر محسن الشمري، وهو معاون الأمين العام ورئيس المجلس التنفيذي لميلشيا “النجباء”، على تلك الوساطات والمبادرات، قائلاً لـ”النهار العربي” إن “خطنا الجهادي مستمر في مطاردة القوات الأميركية المحتلة حتى يوم القيامة. والقواعد الأميركية المحتلة سوف تتلقى ضربات موجعة وسنواصل عملياتنا ضد العدو وضد أي قوة أجنبية أخرى”.واعتبر أنه “مهما كان شكل الوساطات وتأثيرها، فلا تنفع مع القوات الأميركية الموجودة، نحن مستمرون ضد الأعداء وضد المتعاونين معهم”. وكان المتحدث باسم ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” كاظم الفرطوسي قد قال في تصريحات صحافية، إن “المقاومة الإسلامية العراقية رفضت بشدة أي وساطات بما يخص إيقاف العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية”. وتدل معلومات حصل عليها “النهار العربي” في وقت سابق، الى وجود خلافات تشهدها الفصائل المسلحة في ما بينها، كذلك حالة تمرد على قرارات إيران الخارجية والحرس الثوري، إذ فقدت إيران من قدرتها على السيطرة على تلك الفصائل بعد مقتل سليماني، وقوة تأثيرها في الشارع بعد احتجاجات تشرين. وقال الكاتب والسياسي الكردي عماد باجلان لـ”النهار العربي”، إن “فصائل المقاومة الإسلامية في العراق تتصرف اليوم بطريقة أن نصف الرجال لا فرق بينهم وبين تنظيم داعش”.وحذر من “خروج القوات الأميركية من العراق”، قائلاً إن “الميليشيات المقربة من إيران سوف تستغل خروج الأميركان لتحقيق أطماعها في المناطق السنية، وبخاصة محافظة الأنبار”.وأكد أن “العراق يمر بأسوأ حقبة في تاريخه الحديث، وإذا خرج الأميركيون فستحدث فوضى كبيرة تنعكس سلباً على جميع مكوّنات الشارع العراقي”، لافتاً الى أن “الجهات التي تقصف القواعد الأميركية تنتمي الى جهات سياسية متنفذة داخل البرلمان”.