جميل عبدالله
مع تراجع قوى اليسارالتي هيمنت على المناخ السياسي والثقافي في ستينات القرن الماضي , وتقدم قوى اليمين , شهد الفكر الاوروبي المعاصر تراجعا ليسطرة مفكري اليسار . وظهرت محاولات جديدة في الثمانينات تنتمي الى فكر اليمين السياسي لتتجاوز ما سمي فكر 1968 اليساري , فاستعانت قوى اليمين بفكر هابرماس في نقد توجهات المفكر اليساري فوكو , ورجحت بعد تلك الفترة العاصفة من الانقلاب الفكري والاجتماعي والسياسي , كفة الحديث عن الاستقرار واحترام المؤسسات الاجتماعية والقانونية .
ولا شك في ان فكر هابرماس هو خير معين لمن يبحث عن التوازن الاجتماعي والاستقرار الفكري والعقلانية الضابطة .
ان كلا من هذين المفكرين هو النقيض المباشرللاخر . على الرغم من هذه التوجهات المتباينة , تتمثل النقاط التي يتقاطعان فيها في انشغالهما المشترك بمستقبل اورويا , وبدورهما على الساحة العالمية , وبمسألة تطوير القانون الدولي , وفي نقدهما للانغلاق القومي ومعاداة الاجنبي .
بعد الاختلاف بين هذين الفكرين اليساري واليميني وانبثاق افكار متطرفة يسارية ويمينية متشددة بصراعات وحروب طويلة . خروج الافكار اليمينية عن سلوكيتها ومسارها الى سلوكيات خارجة عن المبادئ الانسانية والعرف الدولي , وبالتالي انتهت الى تشكيلات ومنظمات ارهابية تبنتها الولايات المتحدة الامريكية بسقوط كابل عاصمة افغاستان كانت تحت الحكم الشيوعي من قبل اسامة بن لادن قائد المنظمة الارهابية ” القاعدة ” بمساعدة المخابرات الامريكية واليمين الديني المتطرف السعودي انذاك ……. هكذا انتشر الارهاب في العالم تحت مسميات كثيرة , الى يومنا هذا ….. والتاريخ يعيد نفسه .
واخيراً تمكنت الولايات المتحدة الامريكية برؤوساءها الشوفينيون والحاقدون على الاسلام , تمكنوا من وضع سيناريوا لتمثيل الفكر الارهابي بلباس الاسلام , وتأسيس منظمات ارهابية ودعم ارهابي لشخصيات اسلامية نكره غير معروفة في الفقه والعالم الاسلامي .