مجدداً…دعوات في العراق لإزالة تمثال أبي جعفر المنصور
23-08-2021 | 19:17 المصدر: النهار العربي
تمثال نصفي للخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور
بوحي من الناشطين الأميركيين والبريطانيين الذين دمّروا تماثيل الجنود الكونفدراليين وتجّار الرقّ في القرن الثامن عشر، أراد المتطرفون الشيعة في العراق هدم تمثال نصفي للخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، الذي حكم بين عامي 754 و775 م.
وأنشأ المنصور إمبراطورية واسعة وأسس بغداد نفسها، التي أطلق عليها اسم “مدينة السلام”، وكانت لفترة من الزمن إحدى أعظم مدن العالم.
إلا أنَّ بعض الروايات الموروثة تتذكّر المنصور على أنه طاغية سنّي عامل الشيعة بوحشية، وأنه أمر بتسميم الإمام جعفر الصادق، السادس من بين 12 إماماً يوقرهم الشيعة.
ومؤخراً، انطلقت احتجاجات محدودة ترفض وجود التمثال وتدعو إلى تدميره. وجاء في بيان لياسر الحبيب، رجل الدين الشيعي المقيم في إنكلترا، أن “استمرار وجود التمثال في بغداد يعتبر وصمة عار، ولا يمكن استعادة بعض الشرف إلا عند هدمه”.
وظهر الذعر بين المؤرخين، إذ أعلن المؤرخ البريطاني جاستن ماروزي أنَّ تحويل المنصور إلى شخصية طائفية قاسية يعتبر مهزلة.
وكان المنصور ملأ الأقبية بجماجم الشيعة في محاولة للقضاء على المنافسة على الحكم العباسي. و
في المقابل، حوّل المنصور بغداد إلى مركز للعلم والثقافة والدين، ما أدى إلى ظهور “العصر الذهبي” للإسلام.
وعام 2005، دمرت قنبلة تمثال نصفي للمنصور، ما أسفر عن تصاعد التوتر الطائفي. ولتجنب تكرار المشهد نفسه اليوم، فرّقت القوات الأمنية الاحتجاجات الأخيرة حول النصب التذكاري. وتم حظر المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تصريح حبيب واحتجاز المارة الذين صوروا التمثال.
وحاول الرئيس العراقي برهم صالح تهدئة الأئمة السنّة عند ضريح أبي حنيفة، وهو مكان عبادة مهم للسنّة هدد المتطرفون أيضاً بتدميره.
ويبدو أن معظم العراقيين سئموا من محاولات تقسيمهم على أسس طائفية، لا سيما من سياسيين يحاولون تحويل الانتباه عن إخفاقاتهم. ودافعت مجموعات شبابية من مدينة النجف الشيعية المقدسة عن التمثال باعتباره “رمزاً للتراث العراقي”.