حسن فليح / محلل سياسي
كل ألشعب ألعراقي يعلم كيف كتبَ للعراق أن لايكون مستقراً ، والساعي والداعم لهذا ألتوجة ، هي ألدول ألأقليمية ألمجاورة ألىٰ ألعراق ، وعملت تلك ألدول على ذلك طوال ألسنوات ألتي أعقبت ألسقوط وألىٰ يومنا هذا ، أليوم نجد أن هذه ألدول نفسها وبمثليها جالسين في مؤتمر بغداد وبرعاية وبمبادرة ألعراق ألمدمر والجريح لأجل تجاوز ألخلافات وتصفير ألمشاكل ألتي تعاني منها دول ألجوار ألعراقي ، وبناء جسور ألثقة وترميم ألعلاقة بينهما لتأخذ شكلاً جديداً ومغايراً على ماكانت علية طيلة ألعقود ألتي خلت ، ألسؤال اْلملح هل يستطيع ألعراق أن يلعب دوراً أقليمياً فاعلاً وبهذا ألحجم ألكبير من ألمشاكل لتفكيك ألعُقد والمشاكل ألتي تعاني منها دول ألمنطقة وهو بهذا ألوضع ألداخلي ألسياسي والأمني ألمُعقد حيث لازالت صراعات ألنفوذ والأرادات لن تنتهي من حولة ؟ ومن حقنا أن نتسائل أيضاً كيف تمكن ألعراق أن يقنع جميع ألمؤتمرين ألأن بالقبول والحضور لمثل هذا ألمؤتمر وتوجهاتة ألمعلنة والتي عجزت عن تحقيقها جميع ألدول ألمشاركة خلال ألفترة ألمنصرمة ؟ وما هي ألأهداف والدوافع والمصالح ألحقيقية ألتي دفعت ألمؤتمرين للأستجابة والحضور ؟ نستطيع أن نتفهم بعضها وأهمها ولكننا بالتأكد لانعرف أسرارها وخفاياها ، أيران وبرئيسها ألجديد والمنتخب أيرانياً والمرفوض دولياً يبحث أولاً للحصول على أعتراف من قبل ألدول ألأقليمية المشاركة في مؤتمر بغداد ، أيران وبتوجهاتها ألجديدة وبقيادة ألمتطرفين ألجدد تريد أن تؤكد ، للأميركان أنها أللاعب ألأكبر والمؤثر في ألشرق ألأوسط ، والفاعل في دول ألمنطقة وتقول لا حلول شرق أوسطية بدونها وأن أيران تمتلك مفاتيح ألحلول وتعقيدها في آن واحد ، ألمملكة ألسعودية من جهتها أيضاً لها أهدافها ألمعلنة وغير ألمعلنة ترید وتبحث عن حلول حقيقية لمشاكلها مع ايران وترغب للوصول لعلاقة مستقرة معها ، وايجاد ألحل ألمناسب ، لذلك ألأمر ألذي تسبب في عملية ألشد والجذب ألتي لازمت دول ألمنطقة نتيجة لذلك ألخلاف ، وكذلك تريد ألمملكة أن تضع حدا للأبتزاز ألأميركي لها والدول ألخليج تحت حجة تأمين ألحشود ألعسكرية الأميركية لحماية ألسعودية والخليج من ألخطر ألأيراني في حين لا أحد يعرف من دول الخليج عن ماهية ألأهداف الحقيقية لتلك الحشود بعد أن تيقنت ألمملكه ودول ألخليج لاصحة لردع ايران عسكرياً ، أما ألعراق ألقلق من عدم أستقرارة ألداخلي سياسياً وأمنياً وفي ذات ألوقت يبحث ويعمل على أطفاء قلقه من ألدول ألمحيطة به ألتي أتعبته لحد كبير وساهمت بعدم أستقراره وتدخلت بشؤونه لسنوات غير قليلة أمتدت من عام ٢٠٠٣ ولحد ألأن , فمن ألمؤكد أن ألذي يجري ألأن مخطط له بعناية وخارج قدرة ألمجتمعين , وأبتدأ من ألأنسحاب ألأمريكي من أفغانستان وأهتمام ألادارة الأمريكية ألجديدة لتهدئة مشاكل ألمنطقة والعمل علىٰ حلها سلمياً وجدياً ، وانتهاءاً بالمؤتمر ألأقليمي الذي دعى أليه ألعراق لم يكن ذلك عملاً منفرداً للولايات ألمتحدة بل كان جزءاً من ستراتيجية جديدة تتعدى حدود ألمنطقة ومغايرة تماماً لما كانت وأعتادة عليه دولها لمواجهة ألخطر ألصيني الباحث عن منافذ دخول ونفوذ حيوية لشرق أوسطية ، أدركت ألولايات ألمتحدة وحلفائها ذلك جيداً ، وأن بقاء ألمشاكل والخلافات يشكل خرقاً في جدار منطقة نفوذهما ألهش والضعيف وخاصةً في ألعراق ألذي أصبح النموذج ألسيء نتيجة لسياسة أميركا ولا مبالاة ألتي أعتمدتها أتجاة ألعراق لذلك بدأ من ألعراق ألحلقة ألأضعف في جدار نفوذها , ألأمر الذي دفع ألأمريكان لحث دول ألأقليم لعقد ألمؤتمر في بغداد وتأكيد ألدعم له ليلعب دوراً أقليمياً فاعلاً لأعادة ألحياة والحيوية له وأبعاده عن ألخطر ألصيني كون ألعراق ألموقع والحضارة والتاريخ والثروة وفقدان ألعراق فقدان ألشرق ألأوسط برمته ، جاءَ ذلك نتيجة حتمية في تحول ألصراع ألدولي وأولوياتة وتبدل أهتماماتة دفع ألأميركان وحلفائها الى ألأنسحاب ألسريع من أفغانستان وأعلان ألأميركان عن نيتهم لسحب ألقوات ألعسكرية ألمقاتلة منهُ مطلع ألعام ألقادم بمثابة رسالة للأطمأنان لمن يهمه الأمر دولياً وأقليمياً وتأكيد تفرغها وعزمها وأستعدادها للدفاع عن مصالحها في منطقة ألشرق الأوسط أمام خطر ألتنين ألصيني ألقادم لامحال ، يخشی ألعراقيون أن يكون بلدهم ألضحية من جراء ذلك بعد ما أفقدته ألصراعات الدولية خياراتة ومصادرة قراره ألسياسي ألوطني .