1

علماء: تقنية صعق الأعصاب قد تساعد فيي علاج أمراض المستعصية

يعتقد بعض العلماء أن تقنية صاعق الأعصاب يمكن أن تكون متاحة على نحو واسع في السنوات القليلة القادمة، ويمكن أن تساعد في علاج أمراض القلب والاكتئاب والأرق وألم المفاصل وحتى فيروس كورونا.

ويتضمن العلاج تحفيز عصب رئيسي يمر عبر الجسم برفق باستخدام تيار كهربائي خفيف لدرجة أنه يسبب لدى معظم الناس إحساسًا بوخز خفيف، ويسمى ذلك تحفيز العصب المبهم، وهو يعمل عن طريق إرسال أو التدخل في الإشارات العصبية الكهربائية من وإلى الدماغ.

ويجذب هذا النوع من العلاج اهتمام العلماء في جميع أنحاء العالم، باعتباره علاجًا عالي الفعالية وخاليًا من الأدوية للعديد من الحالات، وهناك الآن أجهزة منزلية يدعي المروجون لها أنها تفعل ذلك أيضا.

الاكتشاف الأخير للباحثين هو أن تقنية صاعق الأعصاب قد تساعد في تقليل تأثير فيروس كورونا. وفي تجربة استمرت ثلاثة أشهر في مستشفى في بوينس آيرس، الأرجنتين، تم إعطاء العلاج لـ 51 مريضًا أدخلوا إلى المستشفى مصابين بفيروس كورونا الحاد لتثبيط الالتهاب الذي يهدد حياتهم بسبب المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي.

وأظهرت النتائج أن صاعق الأعصاب أدى إلى معدل منخفض من الأعراض الشديدة، وتهوية ميكانيكية غير متكررة، ونسبة عالية من البقاء على قيد الحياة لدى المرضى، حسبما ذكرت مجلة الأمراض الناشئة والفيروسات في يوليو (تموز) الماضي.

ويقول الدكتور بن ميتكالف من جامعة باث “أعتقد أنه في المستقبل، سيكون تحفيز العصب المبهم علاجًا روتينيًا لمجموعة واسعة من الأمراض والاضطرابات، فلديه إمكانات هائلة لأن العصب المبهم يربط الدماغ بأجزاء كثيرة من الجسم، ويحمل إشارات كهربائية تتحكم في كل ما نقوم به، وإذا تمكنا من تغيير هذه الإشارات، يمكننا تغيير الطريقة التي تعمل بها الأشياء في الجسم”.

والعصب المبهم، الذي يبلغ قطره حوالي 3 مم، هو أطول عصب في الجسم، ويربط الدماغ بالأعضاء في جميع أنحاء الجسم، مثل القلب والرئتين والكبد والكلى والجهاز الهضمي، ويصفه العلماء بأنه “الطريق السريع” للجهاز العصبي، مما يسمح للإشارات العصبية بالانتقال في كلا الاتجاهين، حتى يتمكن الدماغ من فهم ما يحدث في أجزاء مختلفة من الجسم وأيضًا إرسال التعليمات للحفاظ على سير كل شيء بسلاسة، فهو يساعد على إدارة كل شيء من تنفسنا ومعدل ضربات القلب وحاسة التذوق إلى ضغط الدم واليقظة والكلام.

وظهر تحفيز العصب المبهم لأول مرة كعلاج طبي في الثمانينيات، عندما بدأ الأطباء في استخدامه لعلاج الصرع الشديد الذي لا يستجيب للأدوية، حيث يتم وضع مولد صغير بحجم علبة الثقاب في الصدر تحت التخدير العام، وتوصيله بالعصب المبهم بواسطة الأسلاك، حيث يعمل تحت الجلد في الرقبة مباشرة، والنبضات الكهربائية من المولد تنتقل عبر العصب إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تثبيط النشاط الكهربائي غير المنتظم الذي يسبب النوبات.

وتم الآن تبسيط العلاج باستخدام مولدات خارجية لا تتطلب جراحة – مثل مشابك الأذن – وجرى اختبارها للمساعدة في معالجة بعض مشاكلنا الصحية الرئيسية، على سبيل المثال، تصحيح نظم القلب الخاطئة التي تزيد بشكل كبير من المخاطر من السكتة الدماغية، أو زيادة مستويات المواد الكيميائية في الدماغ للتخلص من الاكتئاب، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

التعليقات معطلة.