انتخابات العراق تواجه مخاطر ضعف الحماس واحتمالات المقاطعة
الأمم المتحدة تتعهد بالمساعدة على ضمان النزاهة ومنع التزوير6 أكتوبر 2021 01:26
- 1
- 2
السابقالتالياستمعشارك
بغداد: «الخليج»
يتحسب قادة الحكومة العراقية لمخاطر يمكن أن تهدد الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ومن بينها ضعف الحماس الشعبي والشكوك من حدوث تغييرات في بنية الحكم واحتمالات مقاطعة العنصر الشبابي للمشاركة في التصويت. وسعى الزعماء السياسيون إلى بث الحماس بين الناخبين قبل خمسة أيام من انطلاق العملية، في حين شددت بعثة الأمم المتحدة على أن الأمر الأكثر أهمية هو ما تنطوي عليه مرحلة ما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.
وعلى غرار الكثير من الشبان العراقيين الذين شاركوا في تظاهرات تشرين عام 2019، قرر الشاب أنس أحمد البالغ 21 عاماً، عدم المشاركة في الانتخابات المبكرة، مبرراً قرار المقاطعة قائلاً: «الانتخابات في العراق تتم تحت وطأة السلاح والمال السياسي». ويلاحظ أن صور المرشحين في مدينة الناصرية خصوصاً قد اختفت، وارتفعت مكانها صور شباب قتلوا خلال قمع احتجاجات 2019 مطالبة بإصلاح الاقتصاد ووضع حد للفساد وبحلول للأزمة المعيشية.
وبعد عامين على الاحتجاجات غير المسبوقة في العراق التي شكّلت فئة الشباب الأغلبية الساحقة فيها، وكانت مدينة الناصرية البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، قلبها، يرى الكثير من الشباب أن الانتخابات المبكرة لا تلبي طموحهم. ويقول كثيرون إنهم يخشون اختطاف أصواتهم بسبب السلاح المتفلت والفساد والتبعية للخارج كما يؤكدون، بينما قرّر البعض مقاطعة الاستحقاق الذي اتخذت حكومة مصطفى الكاظمي قراراً بإجرائه في وقت مبكر عن موعده لامتصاص غضب الشارع.
وفي المقابل، دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فئات الشعب للمشاركة الواسعة في الانتخابات. وقال الكاظمي – خلال جلسة مجلس الوزراء العراقي: «نعمل جاهدين ونبذل مساعي كبيرة لتكون الانتخابات فرصة للمنافسة العادلة والنزيهة»، مشيراً إلى أنه: «لا خيار لنا لبناء عراق مستقر ومزدهر إلا عن طريق صناديق الاقتراع».
وتابع رئيس مجلس الوزراء: «نكرّر دعواتنا لجميع فئات الشعب للمشاركة الواسعة، ونثني على موقف المرجعية العليا، وجميع الجهات الوطنية والدولية التي دعت الناخبين إلى المشاركة، ونؤكد أنه لا خيار لنا لبناء عراق مستقر ومزدهر إلا عن طريق صناديق الاقتراع». وشدد على جميع الجهات السياسية الالتزام بمنافسة مهنية وفق القوانين، داعياً الوزراء إلى الاستمرار بالعمل بالوتيرة نفسها، وللحظة الأخيرة من عمر الحكومة، لتقديم الخدمة للمواطنين.
من جانبها، أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت على أن البعثة تعمل مع السلطات لمنع التزوير في الانتخابات التشريعية، معتبرة أن مرحلة ما بعد الاقتراع هي الأهم، في إشارة إلى تشكيل حكومة جديدة. وقالت بلاسخارت خلال مؤتمر صحفي في بغداد، أمس الثلاثاء، إن «خمسة أيام تفصلنا عن الانتخابات التي ستعالج التحديات التي تواجه العراقيين بما فيها التحدي الاقتصادي». وأضافت أن «الأمم المتحدة ليست غافلة عن المخاوف والتحديات، وستكون شريكة للعراقيين»، مشددة على ضرورة «أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن انتخابات 2018»، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
ولفتت بلاسخارت إلى أن «القوات الأمنية تركز كل جهودها على يوم الانتخابات وتوفير مناخ آمن، وهو أمر ضروري»، موضحة «أننا نعمل على منع التزوير وتكرار تجربة 2018، ونحاول التعاون من أجل منع التزوير». وأوضحت أن «هناك 900 مراقب دولي من أجل المراقبة، وهو أمر غير مسبوق»، مشيرة إلى أن «العراق لديه آلاف المراقبين المحليين، ولا يمكن أن يكونوا جميعهم في مكان واحد، بل سيكونون في جميع المناطق».