تعود ممارسة التمارين الرياضية لفترة زمنية محددة بفوائد على صحة الفرد الجسدية والنفسية. ويعتقد كثر أنّه بعد التوقف عن الالتزام بالبرنامج الرياضي لسبب أو آخر، يؤثر في الحفاظ على النتائج المحققة. ولقيت هذه الخلاصة الكثير من الجدل في عالم الرياضة باعتقاد الخبراء أنّ للجسم ذاكرة تخزن المعلومات على غرار الخلايا #الدماغية. فهل فعلاً للعضلات ذاكرة تحتفظ بالنتائج السابقة أم هي مجرد شائعات منتشرة بين الأفراد؟
تؤكد المدربة الرياضية هيلدا الحمال صالحة في حديث مع “النهار” أنّ الانقطاع عن ممارسة التمارين الرياضية لفترة زمنية محددة، ومن ثمّ العودة إليها، يساهم في تحفيز العضلات على معاودة تذكر هذه الحركات الرياضية بمرونة وسلاسة.
رأي صالحة تعززه بمقارنةٍ بين فرد يمارس الرياضة حديثًا وآخر التزم بها بعد فترة استراحة. وجاءت نتيجتها المبنية على تجارب الدراسات العلمية والخبرات، أنّ معاودة المتدرب للقيام بتمارينه السابقة أسهل من شخص بدأ حديثًا في ممارستها. وقد يوضح المثال التالي المفارقة في هذه النقطة: إذا كنت تمارس حمل الأوزان حديثًا، ستكون وتيرتك بطيئة وتشعر بصعوبة في القيام بها على عكس المتدرب الذي عاود ممارستها ويتقنها بالطريقة الصحيحة.
وفي هذه الحالة، يرتبط ذلك بمعاودة تنشيط #ذاكرة العضلات أو ما يعرف بـ “Memory Muscles”، وهي تخزين المعلومات حول الحركات المتكررة والاحتفاظ بها لمدة قد تصل إلى شهرين، ما يسهل عملية استرجاعها بعد ممارستها من جديد واستعادة العضلات المفقودة مرة أخرى.
ولا تقتصر ذاكرة العضلات في الحفاظ على طرق تأدية التمارين، فهي تقي من الشيخوخة المبكرة لخلايا الجسم، ولا سيما إذا مورست في سنّ مبكرة. وتعود هذه الميزة إلى فوائد التمرن من ناحية تنشيط الدورة الدموية وإفراغ الضغوطات النفسية وتقوية بنية الجسم.
أما بالنسبة إلى الرياضات التي تعزز من عمل العضلات وحجمها، فهي السباحة، وركوب الدراجة الهوائية والمصارعة (بوكسينغ). ولا تقتصر هذه الأنواع الرياضية على تقوية عضلات محددة بمقدر ما تحفز عملية التعلم وبناء ذاكرة المهارات الجديدة التي تحدث في الدماغ.
وبمعنى أوضح أنّ أجزاء الدفاع المسؤولة عن هذه الحركة تتطور، ما يقوي الروابط بين الخلايا العصبية المختصة في هذا التمرين. وبالتالي، تسهل الروابط المبنية معادوة تذكر العضلات للحركة.