المرجع الديني المدرسي يدعو للاحتكام للمرجعية والحكماء لتجنبيب العراق الانجرار الى المجهول
دعا المرجع الديني الكبير آية الله محمد تقي المدرسي، الكتل والاحزاب السياسية العراقية الى الاحتكام الى المرجعية والعقلاء والحكماء لحلحلة الأمور بالتي هي أحسن وعدم جر البلاد الى التناحر والى المجهول.
وفي حديثه لدى استقباله جواد فاهم نجم العبودي، القيادي في حركة الدعوة الاسلامية خط الشهيد عز الدين سليم (الحاج ابو ياسين)، والوفد المرافق له، تحدث المرجع الديني آية الله محمد تقي المدرسي عن الحماسة الدينية في العراق في إقامة المراسم والشعائر الحسينية والتي هي تعد من الأعمال الضرورية ولكن في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى الحماسة الدينية فإننا بحاحة ماسة وضرورية للوعي الديني وأن يقوم العلماء والخطباء والمبلغين خصوصا في زيارة الأربعين بنشر الوعي الديني بين زوار الأربعين خصوصا الشريحة الشبابية منهم.
وأشار سماحته إلى أن فئة الشباب تشكل ٤٠٪ من عدد السكان في العراق ولذلك فنحن بحاجة إلى تثقيف هذه الشريحة الهامة في المجتمع ورفع وعيها الديني والثقافي وهذه مسؤولية العلماء والخطباء.
كما أشار سماحته إلى أن آية الله السيد محسن الحكيم عندما أصدر فتوى “أن الشيوعية كفر والحاد” فقد أستغلها البعثيون واستولوا على السلطة والحكم، وفي عصرنا الحاضر فإن حزب البعث وأتباعه دخلوا الى الساحة من جديد باسم الشيوعية وشاركوا بترشيح أنفسهم في الانتخابات البرلمانية الحالية، وهنا لابد للشعب العراقي من أخذ الحيطة والحذر ليقف أمام عودة البعث الصدامي من جديد باسم الشيوعية. وفيما يتعلق بالتدخلات الإقليمية والدولية في تزوير الانتخابات في مختلف أنحاء العالم ضرب مثلا مستشهدا بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وكذلك التدخل الأميركي في الانتخابات الروسية، ولذلك من الطبيعي أن تحدث مثل هذه التدخلات الدولية والاقليمية في عملية تزوير الانتخابات البرلمانية في العراق، وعليه فإن على الكتل والأحزاب السياسية الشيعية بالتعاطي مع مثل هذه التدخلات وبمثل هذا التزوير بتحكيم وتغليب العقل والحكمة والرجوع الى أهل الحل والعقد وهم المراجع والعلماء.
كما استشهد المرجع المدرسي بتجربة الانتخابات البرلمانية البريطانية عندما وصلت الأحزاب المشاركة الى طريق مسدود متهمة بعضها البعض الآخر بالتزوير في الانتخابات، بالتحاكم عند ملكة بريطانيا التي أشارت لأحدهم بأن يتسلم رئاسة الوزراء والآخر وزير الداخلية والثالث وزيرا للخارجية، وامتثل الثلاثة للتحكيم فذهب كل منهما الى مقر عمله في رئاسة الوزراء والداخلية بينما سافر وزير الخارجية الى الولايات المتحدة ليتابع نشاطه ومهام عمله. ولذلك فإننا بحاجة ضرورية وقصوى لأن ترجع القوى والكتل السياسية في مثل هذه الأمور الى المرجعية والعقلاء والحكماء لحلحلة الأمور بالتي هي أحسن وعدم جر البلاد الى التناحر والى المجهول.
وفي هذا الخصوص أشار سماحته أن على الجميع الالتزام بالدستور وبالأخص فيما يتعلق بالمحكمة الاتحادية العليا لأنها هي الوحيدة القادرة على تفسير المواد المختلف عليها، ولذلك يجب تطبيق وتنفيذ جميع ما ورد في المواد الدستورية لأنها الضامن الوحيد للحفاظ على انسيابية العملية السياسية ووحدة البلد وتجنيبه الانقسامات السياسية.
هذا وقد أيد القيادي جواد العبودي ما أشار اليه المرجع الديني محمد تقي المدرسي بأن هناك تعطيل لبعض هذه المواد المهمة في الدستور العراقي وفيما يخص المحكمة الاتحادية العليا.
كما أكد العبودي بأنه يجب على الشعب العراقي الحفاظ على أبنائه في هيئة الحشد الشعبي المقدس الذي دافع ولا يزال يدافع عن وحدة العراق وسيادة أراضيه وكذلك الدفاع عن العتبات المقدسة والمقدسات في مقابل الزمر التكفيرية والوهابية وعلى رأسها زمرة داعش الوهابية، ولا زال الحشد الشعبي بجنوده وقادته الغيارى يقدمون التضحيات والشهداء والدماء إلزاكية من أجل الدفاع عن الوطن وسيادته ضد قوى الإرهاب والاستكبار العالمي من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي خصوصا المكتسبات التي حصل عليها أبناء الوسط والجنوب.
وأضاف العبودي بأن على الساسة العراقيين الشيعة أن يكونوا صفا واحدا وتحت إشراف المرجعية الدينية العليا لأن لها الدور البارز وهي صمام الأمام في وحدة العراق أمام مخططات ومؤامرات الأعداء والاستكبار العالمي، داعيا المرجع المدرسي الى بذل الجهود لتوحيد صفوف زعماء الأحزاب والكتل السياسية برعايته، وقد وعد سماحته بأن يسعى ويبذل قصارى جهده في لم شمل رؤساء الكتل السياسية الشيعية ليكونوا موحدين ومتفقين على اختيار رئيس وزراء توافقي قادر على إدارة البلاد ومعالجة اخفاقات الحكومات السابقة.