25-10-2021 | 07:00 المصدر: النهار العربيرستم محمود
عراقيات مسيحيات
A+A-فيما تخوض القوى السياسية “الكبرى” في العراق صراعاً محتدماً لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر قبل أولى جلسات البرلمان العراقي، يشكو مسيحيو العراق من ضياع تمثيلهم السياسي تماماً في البرلمان العراقي، بعد فشل كل الأحزاب والمرشحين على قوائم الكوتا المسيحية في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة في الحصول على أي مقعد، وذهاب كل مقاعد الكوتا إلى جهة سياسية عراقية “غير مسيحية”. في هذا السياق، أعلنت سبعة أحزاب مسيحية عراقية رفضها هذه النتائج، متهمة حركة “بابليون” المقربة من إيران وفصائل الحشد الشعبي بالاستيلاء على مقاعد المكون المسيحي العراقي، بالرغم أن هذه الحركة هي تنظيم سياسي وعسكري حديث، أسسته القوى السياسية العراقية المقربة من إيران، للاستحواذ على الكتلة المسيحية في البرلمان والحكومة والمؤسسات العامة العراقية. الأحزاب المسيحية الرئيسية السبعة في العراق، هي “اتحاد بين نهرين” و”المجلس القومي الكداني” و”حركة تجمع السريان”، إلى جانب “الاتحاد الديموقراطي” و”تيار شلاما” و”ائتلاف حمورابي” و”المنظمة الآشورية” في الحزب الشيوعي، أصدرت بياناً مشتركاً في هذا الشأن، شككت فيه بالنتائج المعلنة حول الكوتا المسيحية، مطالبة بإعادة العد والفرز اليدوي للأصوات في كل المحطات الانتخابية في الدوائر الخاصة بالمسيحيين في العراق. البيان المشترك استغرب النتيجة الانتخابية التي تمكنت فيها جهة سياسية واحدة من الحصول على كل مقاعد المسيحيين في مختلف مناطق العراق، بالرغم من حداثة عهدها وعدم شعبيتها وحضورها في المناطق التي تضم الأغلبية المطلقة من مسيحيي العراق. وأورد أن “نتائج قوائم الأحزاب السياسية الموقعة على هذا البيان حصلت على الغالبية العظمى من الأصوات في محافظات (أربيل دهوك، كركوك، سهل نينوى)، حيث هناك ما يربو عن 90% من أبناء المكون المسيحي، لذا يقع شك كبير في نتائج حركة “بابليون” بترتيب الفوز، وحصولها على كل مقاعد کوتا المكون المسيحي في حسابات النتائج الأولية، ما يؤدي إلى إقصاء أحزاب وقوى كوتا المكون المسيحي عن قبة مجلس النواب العراقي، وحصرها وحصر مصير الشعب المسيحي بيد حزب واحد”. المُرشح عن الكوتا المسيحية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وعضو مجلس النواب العراقي الأسبق جوزيف صليوا، شرح في حديث الى “النهار العربي” مبررات اعتراض القوى المسيحية على هذه النتيجة المُعلنة “القضية أن التلاعب بالنتائج المعلنة يبدو واضحاً جداً، حتى بشكل يثير الاستهزاء من مجموع مرشحي الأحزاب المسيحية التاريخية. فهل لأحد أن يتخيل أن مرشحة عن الكوتا المسيحية نالت آلافاً عدة من الأصوات، بالرغم من وفاتها قبل أشهر من إجراء الانتخابات. وأنا التي نفذت حملة انتخابية مركزة لشهور، وعبر حضور ميداني لسنوات في أوساط المجتمع المسيحي كبرلماني وعلى وسائل الإعلام، لم أحصل على نصف أصواتها الانتخابية!!”. يتابع صليوا: “الأكثر إثارة للاستغراب، هو أن الشخصيات الفائزة بالكوتا المسيحية كانت أرقام أصواتها تبدو كأنها مرتبة ومرقمة مسبقاً، عبر أعداد متسلسلة، 10 – 11 -12 ألف صوت، ولحركة سياسية واحدة، وهذا الترتيب لم يحققه أي حزب سياسي عراقي آخر مطلقاً، من حيث التوزيع الدقيق لمجموع أعداد المصوتين على مرشحي الحزب. وبذا ثمة شكوك واسعة في اختراق أجهزة التصويت، وترتيب الأصوات بحسب ما هو لازم”. ويحدد صليوا الخطوات التي ستقوم بها الأحزاب المسيحية العراقية في الأفق المنظور بقوله: “نعتقد أن القوى السياسية الأساسية في العراق تشعر باستهتار بالقوى المسيحية، لذلك استسهلت الاستحواذ على أصواتها. والقوى المسيحية لا تملك أي آمال بالمؤسسات والقوى الوطنية، وإن لم تتدخل القوى الدولية لإعادة العد الفرز، فإن ما جرى هو بمثابة إنذار لمن بقي من مسيحيين في العراق، ودفعهم نحو الهجرة”. وبحسب الدستور والقوانين الانتخابية العراقية، فإن الأقليات الدينية في العراق تحصل على كوتا برلمانية محددة في البرلمان، هي تسعة مقاعد من أصل 329 مقعداً، بواقع خمسة مقاعد للمسيحيين، ومقعد واحد لكل من الأيزيديين والشبك والصابئة المندائيين والكرد الفيليين.لكن مختلف القوى السياسية التي تعتبر نفسها ممثلة لأبناء الأقليات الدينية في العراق، تتهم القوى السياسية العراقية الأكبر حجماً بالاستيلاء على التمثيل السياسي لأبناء الأقليات، عبر توجيه مؤيديهم للتصويت لشخصيات فردية من هذه الأقليات الدينية، تكون موالية لهذه الأحزاب الكبرى، وبذا حرمان الأحزاب السياسية المعبرة عن أبناء الأقليات الدينية من التمثيل السياسي.الكلمات الدالة