3 صواريخ «كاتيوشا» تسقط على أشهر شوارع بغداد
وقعت في حي المنصور القريب من «المنطقة الخضراء» حيث السفارة الأميركبةالاثنين – 26 شهر ربيع الأول 1443 هـ – 01 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15679]
قوة أمنية تنتشر قرب «المنطقة الخضراء» بعد سقوط صواريخ «كاتيوشا» على حي المنصور القريب منها أمس (أ.ف.ب)بغداد: «الشرق الأوسط»
سقطت 3 صواريخ من نوع «كاتيوشا»، فجر أمس، بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية، وفق ما ذكر مصدر أمني. هذا الهجوم؛ وهو الأول من نوعه منذ نحو 4 أشهر، اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات.
وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «3 صواريخ (كاتيوشا) سقطت على حي المنصور في بغداد»؛ وقع أحدها «قرب (مستشفى الهلال الأحمر)»، والآخر «في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي لـ(المصرف الاقتصادي)»، موضحاً أن «البناية (المصرف) مهجورة». أما الثالث؛ فقد «سقط في بداية مدخل شارع الزيتون داخل محطة دائرة مياه اسالة المنصور».
وتكررت في الأشهر الأخيرة الهجمات من هذا النوع التي تستهدف خصوصاً القوات والمصالح الأميركية في العراق، ولا تتبناها أي جهة، لكن تنسبها واشنطن عادة إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق. ومنذ مطلع العام، استهدف أكثر من 50 هجوماً المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، آخرها استهداف مطار أربيل بطائرات مسيرة مسلحة منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.
وحي المنصور أحد الأحياء الراقية في بغداد و«شارع الأميرات» هو أرقى شوارعه. ويعود إطلاق تسمية «الأميرات» على الشارع في حي المنصور بجانب الكرخ ببغداد إلى العهد الملكي في العراق (1921 – 1958)، حيث سكنت هذا الشارع أميرات العائلة المالكة في العراق آنذاك.
وبعد نهاية الحكم الملكي عام 1958 ورغم تغيير الأنظمة الجمهورية عبر الانقلابات العسكرية طوال ستينات القرن الماضي وآخرها انقلاب البعثيين عام 1968 حيث امتد حكم البعث 35 عاماً؛ فإن الشارع المذكور بقي يحمل اسم «الأميرات». ولا يزال هذا الشارع يحتفظ بكامل رفاهيته من حيث الأبنية التي تنتشر على جانبيه. ومن بين أشهر هذه الأبنية «نادي الصيد»؛ أحد أرقى النوادي الاجتماعية في بغداد. كما يتوسط هذا الشارع من جانبيه الأيمن والأيسر جامع الرحمن الذي بني في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بوصفه أكبر جامع في الشرق الأوسط؛ لكن بناءه توقف بعد عام 2003؛ ومن ثم دخل مرحلة الخلاف بين الوقفين السني والشيعي.
ورغم أن حي المنصور؛ الذي تسكنه غالبية سنية مع الأحياء المجاورة له (اليرموك والمأمون والحارثية والقادسية)، يعدّ من أكثر الأحياء في العاصمة بغداد غلاء من حيث أسعار العقارات، فإن «شارع الأميرات» هو الأغلى داخل هذا الحي. فهو، رغم كل التحولات التي عصفت بالعراق طوال أكثر من 6 عقود فضلاً عن التغييرات السكانية ضمن الأحياء، لا يزال يحتفظ بكامل أناقته العقارية من حيث التصميم والأبنية الفخمة التي يزيد بعضها على آلاف الأمتار المربعة للمنزل الواحد.
ومع أنه لا توجد مؤشرات على دلالات سياسية أو طائفية وراء استهداف هذا الشارع بدلالات تسميته، فإن تمثال أبو جعفر المنصور؛ حيث سمي الحي تيمناً باسم باني بغداد العباسية (145 هجرية)، سبق أن جرى العبث برأسه ومن ثم أعيد بناؤه وخضع للتهديد ثانية قبل شهور.
الجهات الرسمية العراقية اكتفت بالقول إن منصة إطلاق الصواريخ التي استهدفت حي المنصور جرى العثور عليها في منطقة الشعلة غرب بغداد. ومع أن إطلاق الـ«كاتيوشا» حيث كانت السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء القريبة نسبياً من «المنصور» هي المستهدفة، توقف منذ أشهر، فإن عودتها بعيداً عن «الخضراء» نسبياً ومع الانتهاء من عمليات العد والفرز اليدوي للانتخابات، يمكن أن يكون مؤشراً على مرحلة مقبلة عنوانها الأبرز خلط الأوراق على أمل الحصول على مكاسب تعويضية في الحكومة المقبلة.