“هآرتس”: حلّ وحيد أمام إسرائيل لردع إيران

1

30-11-2021 | 17:10 المصدر: النهار العربي

في وقت يبقى استهداف المواقع النووية الإيرانية مهمة شبه مستحيلة، رأت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الاتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة ضروري، معتبرة “المظلة النووية” الأميركية الرادع الوحيد للتهديد الإيراني في المنطقة. 

ووصفت الصحيفة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي حول استعداد إسرائيل لضربة عسكرية بأنها “فارغة”، الأمر الذي تدركه إسرائيل وكل الجهات المعنية، أي إيران وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.  

الأجواء العربية

لاستهداف إيران، من خلال اعتماد المسار الأقصر، تحتاج الطائرات التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية إلى التحليق فوق العراق والأردن، أو فوق السعودية، في مسار أطول. 

وفي الحالتين، يجب أن تحمل الطائرات بكميات كبيرة من القنابل والصواريخ. وستحتاج مقاتلة “أف-35” المصممة لتنفيذ غارة جوية في إيران إلى أن تزود الوقود في الجو، ما يؤدي إلى إبطاء العملية وزيادة خطر استهداف الطائرة. 

الأجواء الأذرية

يمكن اسرائيل استهداف إيران من أذربيجان، التي تتشارك معها التعاون الاستخباري والعسكري الوثيق. وأفادت تقارير أن أذربيجان أقامت مدرجاً للمقاتلات الاسرائيلية أو وضعته تحت تصرف إسرائيل، ما يسمح للطائرات أن تقلع منه نحو إيران، إلا أن دقة هذه التقارير غير واضحة. 

ونفذت طائرات مسيرة إسرائيلية مهمات استخباراتية من أذربيجان تستهدف إيران. ومع ذلك، تبقى احتمالات السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجواء البلد ضد إيران ضئيلة، في ظل رد طهران المحتمل على باكو.  

وفي حال تمكنت اسرائيل من استخدام الأجواء الأردنية والعراقية والسعودية، عليها النظر في الوجود العسكري للولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، فضلاً عن وجود تركيا، المعادية لها، وسبقت أن سلمت عملاء إسرائيليين لإيران. 

وإن حافظت المهمة على سريتها، تحتاج إلى أن تنفذ في عملية واحدة فقط.  

استهداف المواقع النووية

وفرضاً أن القوات الجوية تمكنت من خداع أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وتعطيلها، في ضربة واحدة، سيتعين على المقاتلات والقاذفات استهداف عشرات المواقع النووية التي نشرتها إيران في مختلف المناطق وتدميرها.وإن نجح الهجوم في تدمير المواقع النووية الإيرانية كلياً أو جزئياً، فلن يطاول المعرفة التي تكتسبها إيران والخطط التي تطورها.

إلى ذلك، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية ستثير تنديداً دولياً وقد تؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل. ويمكن أن تطالب إيران بنزع السلاح النووي من الشرق الأوسط، أي بتخلي إسرائيل عن السلاح النووي الذي يعتقد الجميع أنها تمتلكه.

وتحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على سياسة الغموض التي تتبعها حالياً، من دون أن تعلن للعالم أنها قوة نووية. وفي النتيجة، تعتبر الضربة العسكرية الإسرائيلية غير عملية.  

وفي وقت تحاول إيران كسب الوقت في المفاوضات النووية، يظهر ضعف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي ظل هذه الظروف، تحتاج إسرائيل إلى حشد الشجاعة لاقتراح خطوة جريئة، تستند إلى التفاوض مع واشنطن، في محاولة للتوصل إلى اتفاق، والحصول على تعهد الأخيرة بمنحها مظلة نووية. 

فمن جهة، ترغم المظلة النووية الأميركية إيران على الاعتراف بأن تطوير السلاح النووي لن يسمح لها باستخدامه بوجه إسرائيل والدول المجاورة. ومن جهة أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على برنامجها النووي والتخلص من الخوف وعدم اليقين المتفاقم.

ومع ذلك، شددت الصحيفة على ضرورة أن ينحصر الاتفاق الراهن بالمجال النووي، لتفادي الحد من حرية إسرائيل في القيام بعمل عسكري والسماح للأخيرة بمواصلة العمل ضد إيران بالطرق التقليدية والعمليات السرية بهدف إضعاف البرنامج النووي وإحباطه، والتصدي لمساعي طهران إلى توسيع هيمنتها الإقليمية.

التعليقات معطلة.