باسل حسين
لعل من نافل القول ان هذه المبادرة جاءت لتحد من خسائر الاقليم نتيجة القرار الاحادي وغير المدروس الذي عكس عن عدم تقدير او نقصا في استيعاب البيئة الداخلية والمتغيرات الاقليمية والدولية . ويمكن القول ان اهم العوامل الدافعة لتبني هذه المبادرة هي كالاتي :
1. الانقسام الكردي الحاد الذي اخذ افاق انعكاساته السلبية بالاتساع الى درجة التشظي واحتمالية انقسام الاقليم الى اقليمين.
2. الانعزال الذي يعانيه اقليم كردستان ومقاطعة الاطراف الاقليمية والدولية له.
3 .عدم وجود أية مبادرة دولية لحل الازمة مع تجاهل الولايات المتخدة شبه التام للاقليم حيث زار المبعوث الامريكي ماكغورك بغداد في منتصف تشرين الاول من هذا الشهؤ الجاري ولم يقم بزيارة اربيل وكذلك فعل وزير الخارجية الامريكية ريكس تليرسون في زيارته يوم 23 حيث لم يتصل باربيل او يزورها.
4. قاد زلزال كركوك الى اقتناع اربيل والسيد مسعود تحديدا وعلى مضض ان مشروغ الاستفتاء قد فشل والمطالبة بتجميد الاستفتاء هو من قبل حفظ ماء الوجه..
5. هناك خشية من ان تفاقم الاوضاع سوف يؤدي الى انقلاب الشارع الكردي على. خيار الاستفتاء بما يهدد مكانة السيد اابارزاني وعائلته سياسيا او يحد من تاثيرها او نفوذها في الاقليم..
6. خسر اقليم كردستان مساحات واسعة من مايسمى بالمناطق ‘المتنازع عليها ‘ لصالح القوات الاتحادية وهو يريد ان يسابق الزمن من أجل الاحتفاظ بالمناطق المتبقية.
7. خسر الاقليم ما يقارب 60% من حقول النفط التي يسيطر عليها ، فضلا عن 8 رقع استكشافية من مجموع 12 رقعة استكشافية في المناطق المتنازغ عليها في حين بقيت ايضا 5 رقع استكشافية مشتركة بين حدود الخط الازرق والمناطق المتنازع عليها ، ويريد الاقليم من وقف اطلاق النار الخفاظ على الحقول النفطية والرقع الاستكشافية المتبقية ومن اهمها القبة الثالثة ( خورمالة) التي هي جزء من حقل كركوك الكبير الذي يتضمن قبتين رئيسيتين هما باباكركر وافانا اضافة للقبة الثالثة ( خورمالة) وهي تركيب ثانوي ينتج الان حوالي 150 الف برميل يوميا وهناك دراسات لتطويره لكي ينتج 250 الف برميل وسبق للاقليم ان سيطر عليه عام 2008 بقوة السلاح بما فيها معدات استوردت لصالح المركز. ويعتمد عليه الاقليم في تجهيز مصفاة انشأ في اربيل يستقبل 20 الف برميل يوميا ، فضلا عن انتاجه الغاز بطاقة 280 مليون قدم مكعب يوميا ، وبالتالي يريد الاقليم من تثبيت وقف النار المحافظة على ما تبقى من الحقول النفطية التي يسيطر عليها.
8. مع اقتراب القوات الاتحادية من السيطرة على معبر فيشخابور على المثلث العراقي السوري التركي ومعبر الخليل الذي لا يبعد اكثر من عشر كيلو متر عنه وهو يعني من بين ما يعنيه حرمان الاقليم من اهم منافذه الحدودية وتبدل في خارطة الحركة التجارية بين تركيا والعراق
9. تزامنت المبادرة مع زيارة رئيس الوزراء د.حيدر العبادي وهذا يعني انه ربما نتيجة ضغط تركي من اجل انجاح وساطة تركية محتملة بين المركز واربيل أو انها للتأثير على مخرجات الزيارة على نحو لا يؤدي الى اتخاذ اجراءات تصعدية من قبل تركيا والحكومة العراقية تجاه اربيل.