سعد عبد الراضي
معالي حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار بالعراق، الناقد والمترجم والأستاذ الجامعي منذ أن تولى هذا هذا المنصب في يونيو 2020، وهو يعمل من أجل أن تعود الثقافة العراقية لألقها المعهود والمنشود سواء على المستوى المحلي في العراق، أو على المستويين العربي والدولي. (الاتحاد الثقافي) التقاه وحاوره على هامش الدورة الثانية والعشرين من اجتماعات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية العربية، الذي عقد مؤخراً في دبي.
في البداية ثمن ناظم ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة الثقافة العربية والاهتمام البالغ الذي توليه، مؤكداً على أهمية اجتماع وزراء الثقافة بـ«إكسبو 2020 دبي» سواء من حيث المخرجات والتوصيات التي خرج بها، أو من خلال الاعتمادات التي أنجزت في العديد من البرامج في ظل العمل المشترك الذي تحقق من خلاله إنجازات مهمة، من بينها تسجيل الكثير من الإرث الثقافي العربي في (اليونسكو) بقائمة التراث غير المادي، كملف الصقارة الذي قادته الإمارات بمشاركة 24 دولة عربية وأوروبية وآسيوية، وملف الخط العربي الذي قادته المملكة العربية السعودية بمشاركة 16 دولة.
وعن أهم مخرجات وإنجازات المؤتمر، أشار ناظم إلى أن من أهم ما أكد عليه المؤتمر هو ضرورة مسايرة العصر الرقمي والمضي قدماً لرقمنة اللغة ومواكبتها للتكنولوجيا المتطورة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة.
وعن الأجيال المرتبطة والمواكبة للتكنولوجيا الرقمية، لفت ناظم إلى أن الوزراء خلال المؤتمر التقوا بالشباب في جلسة مفعمة بالتواصل الفاعل والهادف من أجل التعرف عن قرب على أفكارهم وتطلعاتهم، والإجابة بكل رحابة عن أسئلتهم في كل ما يخص الشأن الثقافي العربي، وما يأملونه في الحاضر والمستقبل من أجل الارتقاء بالمنظومة الثقافية العربية والعمل على تطور التعاطي معها في المستقبل.
وأشاد ناظم بحسن التنظيم الذي صاحب قمة اللغة العربية والدورة الثانية والعشرين لاجتماع وزراء الثقافة العرب، مشيراً إلى أن الإمارات دائماً سباقة، وأن ما شاهده من عمل ثقافي في هذا المحفل الكبير خلال زيارته للإمارات يعد إنجازاً عظيماً يحسب للإمارات، وليس غريباً عليها فهي دائماً مبدعة ولديها رؤية جامعة لكل الأشقاء العرب.
وعن المشهد الثقافي العراقي، أكد ناظم أن الفترة السابقة شهدت نجاحات عديدة في الداخل كان لها أثر ملموس عربياً ودولياً، حيث استضافت العراق رموزاً ومبدعين عرباً في مهرجان المربد الذي استعاد بريقه المعهود، ثم مهرجان بابل ومؤتمر علي الوردي، ثم مهرجان المسرح الدولي في بغداد، الذي استضاف أكثر من 200 مسرحي عربي ودولي.
الثقافة ومواجهة الجائحة
وأكد ناظم أن الوزارة تسير جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة في اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في تجاوز محنة كورونا العالمية، لذا فإن العمل الثقافي شأنه شأن كل الأعمال في المجالات الأخرى، ينجز مهتمه وخططه دون إفراط يخل بمنظومة الدولة في مواجهة الأزمة العالمية التي سببها كوفيد- 19.
وأشار ناظم أن الثقافة في العراق ما زالت منتجة وفاعلة، منوهاً بأن الظواهر الثقافية في البلدان لا تنهار رغم مرورها ببعض المشاكل والمعضلات التي خلّفت آثاراً على الثقافة العراقية وعلى إنتاجها.
مؤكداً أن العراق سيظل زاخراً بالمثقفين والأساتذة الجامعيين، وما زالت المبادرات الفردية للمثقفين مستمرة، كل ما هنالك نحن نحتاج إلى مزيد من البنى التحتية التي تؤهل المثقفين والفنانين للاستمرار في عملهم، ولدعم عملهم.
مشيراً إلى أن الثقافة العراقية مقبلة على ظروف نوعية تعيد صلاتها، خاصة بالثقافة العربية، حيث هي المظلة الكبرى التي تجمع البلدان العربية، والعراق باعتباره فاعلاً في هذه الثقافة عبر قرن من الزمان، يعود الآن بوضع جديد في صلاته مع العالم العربي ولا سيما في البلدان العربية المجاورة.
وأكد وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم أنَّ مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية الذي أقيم في سبتمبر الماضي حمل اسم الراحل الكبير علي الوردي، هو مؤتمر تأسيسي سنوي، كان الهدف منه هو إشراك وزارة الثقافة والسياحة والآثار الأكاديميين والباحثين في مشروع بناء الدولة العراقية، مضيفا أنَّ لدى العراق أقساماً وجامعات وباحثين بعلم الاجتماع وأيقونات عظيمة مثل علي الوردي يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها لتطوير حقل العلوم الاجتماعية، وأشار إلى أنَّ المخرجات وخلاصات وتوصيات المؤتمر سيكون لها شأن في مسائل ارتباطها بمؤسسات الدولة.
أبرز الفعاليات عام 2021
أشار معالي حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار بالعراق إلى أبرز الفعاليات التي تم إنجازها عام 2021 من بينها:
أولاً: (الدورة الـ34 لمهرجان «المربد» الشعري)
استضاف مهرجان المربد هذا العام أكثر من 300 شاعر وشخصية ثقافية وأدبية وأكاديمية، عراقية وعربية وأجنبية، فضلاً عن كبار الشعراء العراقيين.
ثانياً: الدورة الثانية لمهرجان بغداد المسرحي الدولي الثاني.
شارك في هذا المهرجان أكثر من 200 شخصية عربية ودولية وتم عرض 15 مسرحية، موزعة بواقع أربع مسرحيات عراقية، وثمانٍ عربية، وثلاث عالمية.
ثالثاً: مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية – دورة العلامة الراحل الدكتور علي الوردي.
شهد هذا المؤتمر في نسخته الأولى مشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين في علم الاجتماع.
رابعاً: مهرجان بابل الدولي. أقيم مهرجان بابل الدولي على مدرجات مدينة بابل الأثرية وسط العراق، بمشاركة دولية وحضور جماهيري واسع، بعد انقطاع دام نحو 19 عاماً، وشهد المهرجان مشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية، أبرزها روسيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا ومصر وسوريا ولبنان والكويت.