محمد حمزة الجبوري
لا مراء أن أهم المخاوف من تنامي الصراع السيبراني تكمن بتحول العالم كليا إلى عالم رقمي بحيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية أمر أساسي لدوران عجلة الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وصحياً ؛ ما يعني أن الخطر والتهديد السيبراني قائم وداهم ؛ ما يضع قوى الممانعة الواعية أمام تحد جسيم يدعوها إلى التعبئة و التأهب لخوض غمار الحرب المقبلة وإلا سيكون الإنهيار حتميا .
أن تنامي الخطر والخشية من هجوم سيبراني وشيك يتناسب تناسبا طرديا مع ارتفاع وحدة الصراع الدولي ومخاوف الدول الكبرى من ضياع مصالحها
وأن تصاعد نشاط الهجمات السيبرانية بات أمراً حتميا وكل المؤشرات تدل على أن الحرب ستكون أعنف وأكثر ضرراً ؛ وأرى من المسؤولية بمكان حث كل القوى المؤمنة أفراد ومؤسسات ودول أن تحشد كل الطاقات والامكانيات المتاحة وأن تسعى إلى تدريب الأفراد تدريبا عالياً وتأسيس جيش إلكتروني ممانعاتي يوازي ضخامة الخطر وشراسته من “حراس الشبكات” من خلال برامج وتطبيقات تقوم بأعمال المراقبة للزائرين غير المرغوبين (الهاكرز) و”استيقافهم” للتعرف على هويتهم أمام بوابات افتراضية للشبكات، بجانب المسح الشامل للشبكات بحثاً عن الفيروسات والألغام السيبرانية، والكشف عنها وتأمينها من أي هجوم محتمل كإجراء أمني استباقي احترافي بالتزامن مع الذهاب إلى إشاعة الثقافة الالكترونية ونشر الوعي الجمعي بغية التصدي والتبليغ عن أي نشاط سيبراني مشبوه .
الجدير بالذكر أن بحث خطر الهجوم السيبراني وتدعاياته أمر غاية بالأهمية لأن خطره لا يشمل العالم الرقمي فحسب بل يمتد ميدانياً متمثلاً بشل حركة الحياة والنهضة لأنه يستهدف أساسيات العيش على الأرض .
مثل هجماته على محطات الطاقة والمستشفيات وشركات الخدمات المالية وغيرها من البنية التحتية الحيوية والشبكات المترابطة، وأن تأمين هذه المنظمات والمنظومات وغيرها أمر أساسي للحفاظ على سير عملها. في ظل هذا الاتصال والانفتاح ، باتت الاختراقات الإلكترونية والهجوم السيبراني والقرصنة (hacking) خطراً محدقاً يستهدف البنية التحتية الحيوية والأجهزة التكنولوجية وشبكات الطاقة والشركات في مختلف بقاع الأرض ؛ ما يجعل الحفاظ على الأمن السيبراني أولوية قصوى للحيولة دون سرقة الهوية والبيانات الهامة وقطع الطريق على الابتزاز الإلكتروني والتهديد الرقمي وحماية مصالح الدولة ورعاياها وأمنها .
يمكن أن تتسبب الهجمات السيبرانية المحتملة في انقطاع التيار الكهربائي مثلاً أو فشل المعدات العسكرية وخرق أسرار الأمن القومي أو حتى تعطيل شبكات الهاتف والكمبيوتر أو شل الأنظمة الحساسة للدولة وهذا أمر خطير للغاية ويهدد وجود الدولة ويعيدها إلى عصر الرقدة الحضارية ؛ وأن البعض الآخر من الهجمات تسعى إلى سرقة المعلومات والمكاسب الأكثر أهمية على المستوى العام ؛ كذلك التجسس والوصول إلى نقاط قوة الدول وسبر اغوارها والعبث بأمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي .