(هل يتحمل العرب سلوك النظام الايراني بعد نجاحه المحتمل في مفاوضات جنيف)

1

حسن فليح /محلل سياسي

من المؤكد أن سلوك طهران سيكون اكثر تهوراً واكثر امعاناً وتدخلاً في شؤون المنطقة ، من اجل اجبار السعودية ودول الخليج علىٰ التفاوض حول تفاهمات أقليمية تريدها ايران لكسب الاعتراف الضمني وفرض النفوذ الايراني للعواصم العربية الخمس وعلىٰ الجميع التعامل معهُ كحقيقة واقعة في ضل التداعي العربي والتراجع الامريكي المخيب للآمال ، لاشك كان لاحتلال العراق الاثر الكبير في تغير المعادلة الاقليمية واليوم نشاهد التحدي الصيني كيف غير من طبيعة المعادلة الدولية ، وايران ادركت الفرصة السانحة لها وفرضت نفسها لاعبا اقليمياً وشرق اوسطياً لايمكن تجاهله او عبورة ، الامر الذي يؤكد ان نجاحها في محادثات جنيف وفتح الحصار عنها سيشكل لها الحضور الفاعل وفرض نفوذها في المنطقة وهيمنتها علىٰ الدول الخمسة وخاصةً في العراق وهذا هو الثمن المدفوع لها امريكياً ودويلياً لتخلي ايران عن برنامجها النووي ، فرصة ايران كبيرة في حالة نجاح مفواضاتها في جنيف لبلوغ اهدافها ومصالحها الاقتصادية والسياسية علىٰ حساب العرب ومصالحهم ومستقبلهم ، ذلك من شأنهِ ان يفتح الطريق امامها لملئ الفراغ الذي احدثه الانسحاب الامريكي من المنطقة ومن المؤكد ستكون ايران بوابة الدخول لمحور الصين روسيا ايران للشرق الوسط لقطع الطريق وتفويت الفرصة علىٰ الولايات المتحدة من بلوغ مشروعها الشرق الاوسطي الجديد من التحقق بمفردها ، هكذا هي المراهنة اليوم وهكذا هي الازمة الامريكية التي تعاني منها الان شرق اوسطياً كل ذلك جاءَ نتيجة لسياسة امريكا الغبية بالتعامل مع ازمات المنطقة وخاصةً بعد احتلالها للعراق وأسقاط المعادلة الاقليمية التي كانت حاضرة حينها ، وتعاملها الهش والمهادن مع ايران ، بجعل العراق ساحة مفتوحة للارهاب والتدخلات الاقليمية والدولية والنفوذ الايراني وغض الطرف عنه دون رادع او موقف واضح بل علىٰ العكس من ذلك سلمت العراق هدية مجانية للعبث به كيف ماتشاء ايران واحزابها الموالية ، اما انسحابها من افغانستان شكل الخذلان الكبير ليس لشعب افغانستان فحسب وانما لجميع حلفاء امريكا بعد حربا استمرت عشرين عاما تحت حجة مقاتلة طالبان كمنظمه ارهابية واخيراً تم تسليم طالبان دولة افغانستان ونظام الحكم فيها ، يجب مطالبة الادارة الامريكية ان تقدم لشعبها وللعالم تفسيراً مقنعاً لتصرفها هذا وكيفية اللعب بمصائر الشعوب الىٰ هذا الحد الامسؤول ولا أخلاقي الخطير علماً المستفيد الوحيد من سياسة امريكا هذهِ هي ايران والمتضرر هو العراق ودول الخليج التي تعاني اليوم من الحرج والخطر الشديد جراء سياسة الولايات المتحدة الحليفة لهما تلك العلاقة التي تمر بأسواء مراحلها وضبابية مستقبلها المهدد بالانهار التام اذا مابقيه الامر دون مراجعة وبناء ستراتيجية واضحة اكثر حزماً واكثر فاعلية .

التعليقات معطلة.