تحصل على لسان جديد بعدما فقدت لسانها بالسرطان
أعاد الأطباء بناء لسان سيدة أمريكية بأنسجة مأخوذة من فخذها بعدما خسرت نحو نصف لسانها على إثر إصابتها بمرض السرطان.
وكانت كاميرون نيوسوم (42 عاماً) قد لاحظت وجود بقعة بيضاء على لسانها، وأحالها طبيب أسنانها إلى المستشفى لأخذ خزعة منها، ولم تكن البقعة مؤلمة، وعندما جاءت النتائج سلبية بعدم وجود أي علامات للسرطان، قيل لها هي وزوجها أنتوني (42 عامًا) وابنهما هدسون (14 عاماً) أن لا داعي للشعور بالقلق.
ولكن بعد مرور عام، ظهرت لدى كاميرون، من كولورادو سبرينغز، كولورادو، بقعة أخرى متطابقة وتم نقلها إلى المستشفى مرة أخرى لإجراء خزعة أعمق وأكثر توغلًا، ولم تظهر النتائج مرة أخرى أي علامات للسرطان، لكن الخبراء الطبيين لم يتمكنوا من تحديد سبب البقع.
وبعد أشهر، أصبح لسانها حساسًا ومؤلمًا، فاتصلت على الفور بطبيب أسنانها، وتم إعطاؤها مضادات حيوية لمكافحة أي عدوى محتملة، لكن حالتها استمرت في التدهور، حيث تحولت البقع الأصلية إلى ورم وردي على الجانب الأيسر من لسانها.
و تم إرسالها لمزيد من الفحوصات وإجراء خزعة ثالثة. وبعد إحالتها إلى أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، تم تشخيص إصابة كاميرون بسرطان الخلايا الحرشفية في المرحلة الرابعة أو ما يعرف بسرطان جلد اللسان.
وقالت كاميرون “في وقت تشخيصي، فقدت أكثر من سبعة أرطال من وزني لأنني لم أستطع الأكل أو الشرب، لقد استغرق الأمر ثلاث سنوات منذ ظهور أول بقعة حتى تمكن الأطباء من تشخيص حالتي أخيرًا – لم يذكر أحد على الإطلاق أنه يمكن أن يكون سرطان اللسان، وعندما أخبروني بذلك، بدا الأمر وكأنني كنت أتلقى حكمًا بالإعدام، ولكن على الفور كان رد فعلي، أنني مستعدة لمحاربة هذا المرض”.
وجاء تشخيص كاميرون في مايو (أيار) 2013 وكان من المقرر أن تخضع لثلاث جولات من العلاج الكيميائي، تبدأ في يوليو (تموز) وتنتهي في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام، وطوال ذلك الوقت، لم تكن قادرة على تناول أو شرب أي شيء أو شربه دون المعاناة من آلام مبرحة، وكل ذلك أثناء خضوعها لعلاج مرهق من السرطان.
و لحسن حظ لكاميرون، كان علاجها الكيميائي ناجحًا ونتيجة لذلك تقلص الورم بدرجة كبيرة، وكان جسدها يتفاعل بشكل جيد مع العلاج، ولكن الجزء التالي من شفائها كان إزالة الورم تمامًا، و في 23 ديسمبر (كانون الأول)، خضعت كاميرون للجراحة، وعمل جراحو الفم والتجميل معًا لإزالة الجانب الأيسر من لسانها.
وفي عملية استغرقت تسع ساعات ونصف الساعة، قام الجراحون بعد ذلك باستبدال ذلك الجزء من لسانها بجلد وأنسجة عضلية من فخذها، ثم قطعوا ثقبًا بين عظام الترقوة وأدخلوا أنبوبًا في رقبتها حتى تتمكن من التنفس.
ولمدة 9 أسابيع بعد الجراحة، خضعت كاميرون لـ 45 جولة من الإشعاع وثلاث جولات أخرى من العلاج الكيميائي للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية، وفي ذلك الوقت، كانت غير قادرة على الكلام، واضطرت لمدة ستة أشهر إلى استخدام أنبوب يتم إدخاله في معدتها لتناول الطعام والشراب أثناء التئام جروحها.
ومنذ ذلك الحين، بدأت كاميرون تعتاد على الحياة بلسانها الجديد، والذي تضمن إعادة تعلم كيفية التحدث والمضغ والشراب والبلع. و في يونيو (تموز) 2014، بمجرد أن أثبتت قدرتها على تناول الطعام والشراب دون مساعدة، عادت كاميرون إلى وظيفتها كمدربة جمباز وتمكنت أخيرًا من بدء الحياة مرة أخرى، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.