حسن فليح / محلل سياسي
من الواضح ان الازمات والمشاكل التي تحيط بعالمنا اليوم جميعها تنذر بخطر جدي وأن مؤشر الصراع العالمي في نشوب حرب عالمية ثالثة ليس امراً مستبعداً في ضل النزاعات والازمات الحالية وأهمها وليست أخرها هي الازمة الاوكرانية مع روسيا وازمة الصين مع تايوان وازمة النووي الايراني مع الولايات المتحدة ولقلق والحذر الاسرائيلي ودول الاقليم المجاورة لايران ، في حين نجد المجتمع الدولي ومؤسساتة الاممية كسولاً وعاجزاً من أن يفرض حلاً سلمياً لهما ، في ستينيات القرن الماضي ، نشب نزاع بين الولايات المتحدة بزعامة الرئيس جون كندي ، والاتحاد السوفيتي بزعامة الرئيس خروشوف ، وذلك في عام ١٩٦٢ حول ازمة الصواريخ في كوبا سميت بأزمة الكاريبي ، كادت ان تؤدي الىٰ حرباً نوويه حبست حينها انفاس البشرية في العالم اجمع ، وصدعت رؤوس زعماء الشعوب وحكوماتهم ، ولتي كانت ستقضي على نصف سكان الارض في حال قيامها ، كان لتدخل الامم المتحدة حينها الدور البارز في نزع فتيل تلك الازمة بالتوصل الىٰ اتفاق يقضي بسحب السوفيت صواريخهم من كوبا وتتعهد واشنطن بعدم التدخل والاعتداء علىٰٖ كوبا ، اليوم هناك اكثر من ازمة وتوتر اكثر خطراً من ازمة الصواريخ السوفيتية في كوبا حين ذاك ، ولم نشاهد او نسمع ونتلمس اي مجهود دولي من شأنه ان يزرع الامل بالحل وعدم الذهاب لخيار الحرب ، نجد العكس تماماً نسمع ونشاهد الحشود العسكرية والتسلح والتدريب والمناورات استعداداً للحرب ، بالوقت نفسة يشعر العالم بفقدان السعي الحثيث من المجتمع الدولي ومؤسساتة الاممية للقيام بمهامها للشروع بمبادرات للحل ، المشكلة الاسياسية بالموضوع التي أود الاشارة اليها هي ان الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن ومعهم اوربا هم الذين يتصارعون وهم الذين يهددون بعضهم البعض ، وهم الان يثيرون القلق بتهديد السلم العالمي وجعلهُ مرشحاً للحرب ، الامر الذي يعني لم يعد مجلس الامن الملاذ الذي يحافظ علىٰ الامن والسلام العالمي ، وقد اصبح بحكم سلوكهم هذا منظمة بالية وفاقدة لأهليتها للقيادة العالم بحفظ الاستقرار والامن الدولي ، علىٰ الدول العضمىٰ والكبرىٰ وعموم المجتمع الدولي ، ان تجد نظاماً دولياً جديداً عادلاً يضمن الحقوق ويمنع الصراعات الغير مشروعة ويجنب البشرية كوارث اسلحة التدمير الشامل بشكل جدي وفعال يضفي أكثر أمناً واستقراراً علىٰٖ البشرية ، الولايات المتحدة تعتقد من خلال تفردها بالعالم ان مجلس الامن قد نشاء بظروف دولية لم تعد قائمة بعد الان ، وان مكانتها الدولية لاتسمح لمن يخالفها بأستخدام حق النقض والفيتو علىٰ قرارتها ، وان الامر اصبح اجحاف بحق مكانتها ولا تسمح لاحد ان يساويها في المكانة الدولية ، صحيح هناك دول كبرىٰ ولكن ليس هناك دول عضمىٰ ، بعد تفردها بهذا المقام ، ظناً وادراكاً منها يجب ان يكون لها دوراً لا يساويها احداً فيه ، هذا السعي من قبل الولايات المتحدة ومن معها في هذا التوجه ، يتطلب ويحتم نشوب حرباً كونية لبلوغ ذلك الهدف ، لتأسيس نظاماً عالمياً جديداً بمنضور امريكي بحت خارج عن النظام الدولي الذي تأسس بموجبة مجلس الامن ألدولي ، هذا الذي سيجلب الحرب والدمار علىٰ العالم ، بات الزاماً علىٰ الجميع ان يعي ويحذر من هذا المخطط الخطير .