قلق ومخاوف عربية وعراقية من الحرب الروسية الاوكرانية
خاص السومرية2022-02-24 | 14:46
تقرير / السومرية نيوز
قلق ومخاوف يهيمنان على الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة، إثر تداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الإثنين، اعتراف بلاده رسميا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن جارتها أوكرانيا، واللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، ما أثار رفضا دوليا واسعا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح اليوم الخميس، بدء العمليات العسكرية لبلاده ضد أوكرانيا، وقال إن أي دولة تتدخل “ستدفع ثمناً لم تعرفه من قبل”. وأَضاف في خطاب متلفز، أن “النظام الأوكراني” يتحمل المسؤولية عن سفك الدماء وهذه العمليات العسكرية تأتي رداً على الهجمات التي تأتي من أوكرانيا“. واتهم بوتين أميركا وحلفاءها بإهمال المطالب الروسية بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وضمان عدم تعرض موسكو لتهديدات أمنية. وأوضح الرئيس الروسي أن العملية العسكرية الروسية هي للتأكد من نزع سلاح أوكرانيا، وخاطب كل الأوكرانيين الذين يحملون السلاح. بأن بإمكانهم مغادرة مناطق القتال في ظل إجراءات آمنة. وعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اجتماعاً استثنائياً، طالب خلاله أعضاء المجلس واحداً تلو الآخر، روسيا بالنأي عن “الحرب الأوكرانية”.مقالات ذات صلةالحكيم: إعلان الحرب بين روسيا وأوكرانيا ينذر بأزمة عالمية كبرى – عاجل10:04 | 2022-02-24سيناريوهات الازمة الاوكرانية واستراتيجيتها المعقدة.. هل تتحول الى حرب شاملة؟13:45 | 2022-02-22مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن أزمة أوكرانيا19:01 | 2022-02-17 واتهم ممثل فرنسا في مجلس الأمن الدولي، نيكولاس رفييه، روسيا بأنها “لا تحترم قرارات مجلس الأمن”. أما ممثلة أميركا في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، فقالت: “حذرنا منذ فترة طويلة من أن روسيا تريد أن تهجم”، وقال ممثل بريطانيا: “على روسيا أن تنهي انتهاكاتها”. وطوال عقود ظلت منطقة الشرق الأوسط ساحة تنافس على النفوذ والمصالح بين الولايات المتحدة وروسيا في ساحات الصراعات المختلفة.واستمر ذلك حتى انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتراجع مستويات الانخراط الأمريكي في صراعات المنطقة منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2021، بعد تبنيه استراتيجية التوجه نحو آسيا لمواجهة مخاطر صينية أو روسية محتملة في تلك المنطقة. بالمقابل، يتخوف العراق من شرارة الحرب الروسية الأوكرانية بسبب ما عانى من حروب وويلات على مدى طويل، وفي الوقت ذاته يمر العراق بصراعات سياسية وأزمة تشكيل حكومة إضافة الى الازمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار. وتزامن دخول القوات العسكرية الروسية على أوكرانيا بعد ساعات من اعلان العراق الخروج من إجراءات الفصل السابع بالأمم المتحدة والمتعلق بإنهاء ملف التعويضات للكويت. وعلى صعيد متصل، أعرب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مساء الأربعاء، عن تطلعه إلى “تغليب مبدأ الحوار” بين روسيا أوكرانيا، مشددا على أن الحروب ليست حلا للمشاكل ولا تخلف سوى “الخراب”. وقال الصدر، في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر”، تابعتها السومرية نيوز إن “روسيا تعتبر أوكرانيا مصدر قلق غربي ضد مصالحها وتعتقد في نفس الوقت أن لأمريكا الأثر الكبير على السياسة الأوكرانية وتعاملاتها معها”. وشدد على “ضرورة تغليب مبدأ الحوار بين البلدين الجارين المسيحيين، فالحرب لا طائل منها على الإطلاق”. وتابع قائلا: “فما كانت الحروب يومًا حلًا للمشاكل، بل هي زيادة في كثرة المشاكل والأزمات، وخصوصًا لمثل هذه الحرب التي قد تجر العالم بأسره لحرب لا هوادة فيها”.وأردف: “أقول هذا عن تجربة عراقية مريرة من الحروب، بل وتجربة عربية أو قل إسلامية حالية مليئة بالحروب والدماء، لم نجن منها إلا الخراب والضعف والتشتت في خضم استفحال التشدد والإرهاب في بلداننا العربية والإسلامية”. بدوره، حذر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، من أزمة عالمية كبرى يصعب احتواؤها ما لم تتغلب لغة العقل والمنطق والتهدئة ووقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.وذكر الحكيم في تدوينة، اطلعت عليها السومرية نيوز، “نتابع بقلق بالغ الإضطرابات الأمنية في الشرق الأوروبي، وإعلان الحرب بين روسيا واوكرانيا والتي تنذر بأزمة عالمية كبرى يصعب احتواؤها ما لم تتغلب لغة العقل والمنطق والتهدئة ووقف إطلاق النار وعودة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار وتجنيب شعبي البلدين والبلدان المجاورة مخاطر لا يحمد عقباها”. وأضاف الحكيم “كما ونهيب بالمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إتخاذ الخطوات العاجلة لنزع فتيل الأزمة و تشجيع الجانبين على وقف إطلاق النار والتفاوض بأسرع وقت ممكن”. من جهتا، خاطبت وزارة الخارجية العراقية، الجامعات الأوكرانية لمنح إجازات للطلبة العراقيين الدارسين فيها.وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف ان “سفارة جمهورية العراق لدى أوكرانيا خاطبت منذ يوم الاثنين (14 شباط 2022)، 27 جامعة ومعهد أوكراني يدرس فيها طلبة عراقيون، بتسهيل منحهم اجازات دراسية اضطرارية في حال تأزم الوضع الامني، وابداء الاهتمام والرعاية لهم”. وأضاف أن “السفارة دعت تلك الجامعات والمعاهد الأوكرانية الى تزويدها بمعلومات تفصيلية عن أوضاع وأعداد الطلبة العراقيين الدارسين فيها”.ولم يقتصر الامر على العراق فقط، فقد اصدرت السفارتان المصرية والأردنية، بيانات بشأن الأحداث الأوكرانية، فيما حذرتا رعايا البلدين من الخروج إلى الشوارع تزامنا مع أندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا. ووجهت السفارة المصرية في أوكرانيا، تحذيرا عاجلا للجالية المصرية بعدم الخروج من المنازل والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية لحين استقرار الأوضاع. وجاء في بيان السفارة المصرية، نقلته صحيفة “الوطن” “تهدي السفارة المصرية أطيب تحياتها، وتتشرف بالإفادة بأنه في ضوء تطور الأزمة بأوكرانيا وفرض الأحكام العرفية وغلق المجال الجوي، وكذلك رحلات القطارات، يرجى عدم الخروج من المنازل والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية ومتابعة التعليمات من السلطات الأوكرانية لحين استقرار الأوضاع، وستقوم السفارة بموافاتكم بأية تعليمات إضافية من خلال هذا الموقع”. من جهتها دعت الأردن، في بيان نقلته وكالة “عمون”، مواطنيها في أوكرانيا إلى أخد الحيطة والحذر.وأوضحت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن “خلية الأزمة في الوزارة تستمر بالانعقاد على مدار الساعة، حيث يتم التحضير الآن لانعقاد اجتماع موسع وشامل مع كافة الجهات والمؤسسات الأردنية المختصة والمعنية بمتابعة أوضاع الأردنيين المتواجدين في أوكرانيا وذلك لتقييم المستجدات”. وأضافت: “ندرس الخيارات وسبل الإخلاء المتاحة، خاصة الإخلاء البري من جهة الدول المحاذية للمناطق الحدودية الغربية لأوكرانيا، والتي كانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين قد حضرت لها عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك بالتواصل مع عدد من الدول المجاورة لأوكرانيا لتسهيل إخلاء الأردنيين برا لهذه الدول إن استدعت الحاجة”.ولفتت إلى أنه “يتم حاليا التواصل مع هذه الدول لتنفيذ الخطط بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية للتعامل مع الأزمة”.