حسن فليح / محلل سياسي
المراقب للاحداث يتلمس ان اتفاقاً قريباً سيحسم الجدل بموضوع برنامج ايران النووي وهناك مسعىٰ لتقارب ايراني امريكي سعيد العلاقات بينهما ويرسم ملامح سياسة جديدة في منطقتنا تختلف عن سابقاتها ، تسمح لايران بزيادة صادراتها النفطية ورفع العقوبات عنها ، لسد حاجة السوق النفطية التي نتجت عن تداعيات الحرب في اوكرانيا وماسببتة من نقص حاد في اسواق الطاقة وارتفاع اسعارها ، بالاضافة لمحاولة سحب ايران من تحالفها مع موسكو ، وعدم بقائها تحت الجناح الروسي ولحيلولة دون استخدامها كأدات للضغط علىٰ العراق ودول الخليج والقيام بضرب خطوط الانتاج والابار النفطية عن طريق فصائلها ومليشاتها المسلحة لعرقلة تصدير النفط والغاز والتسبب بزيادة الازمة وتفاقمها ، خاصةً في حال تطورت الحرب واخذت ابعاد اكثر تطرفاً وتصعيداً بالمواجهه بين الغرب وروسيا ، في خطوة استباقية للاحداث جاءَ السعي الامريكي لاحتواء ايران وأنهاء الازمة معها ، حتى لاتكون ايران احد خيارات بوتن المتاحة في المنطقة التي تعد من اهم المناطق المصدرة للطاقة في العالم ، وقطع الطريق امام روسيا وتجريدها من هذا الخيار المحتمل ، وكذلك قتل فرصة ايران من استغلال أنشغال العالم الغربي وامريكا بالحرب والذي سيمكنها من التعجيل بعملية تخصيب اليورانيوم وجعلها قادرة علىٰ امتلاك السلاح النووي ، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد نجحت وخلقت مزيداً من العزلة والأحاطة ضد روسيا تلك الاستراتيجية البديلة للادارة بايدن عن الخيار العسكري في مواجهة موسكو ، من كل ذلك نجد ان الولايات المتحدة اجازت لنفسها ان تستخدم كل الاحتمالات وكل شيء لاجل خدمة مصالحها والتاثير علىٰٖ نتائج الحرب وعدم تحقيق بوتن لاهدافة ، حتىٰ وأن كان ذلك يشكل انقلاباً سياسياً مفاجئاً امام حلفائها بالمنطقة ، ولكن هناك الكثير من النقاط السلبية لهذا التوجه مع ايران اولا علىٰ حلفائها الخليجين وثانياً علىٰ أمن اسرائيل ، ثالثاً كيفية ضبط السلوك الايراني في المنطقة بعد الاتفاق الذي سيطلق العنان لايران أقليمياً لفعل ماتريد دون تردد ودون رادع ، وماهي الضمانات لضبط ذلك السلوك ، الامر الذي سيكون الشغل الشاغل لاهتمام دول المنطقة وأسرائيل ، التي زارها مؤخراً احد المسؤولين الامريكين والذي التقىٰ رئيس الوزراء الاسرائيلي وأبلغة بنية الادارة الامريكية برفع الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب ، بالوقت الذي تسعىٰ فيه اسرائيل اخذ الاذن من الادارة الامريكية ومساعدتها في ضرب المفاعلات النووية الايرانية ، مالذي يعني ذلك هل نرىٰ دفعاً لدول المنطقة باتجاه انشاء تحالفاً أمنياً أسرائيلياً خليجاً يقلب المعادلة ويشكل نهجاً جديداً في طبيعة الصراع العربي الاسرائلي؟ العرب دائما هم الضحية في جميع الصراعات التي تحدث من حولهم حتى لو كان ذلك الصراع في المريخ ، ويبدو ان اولىٰ نتائج تلك الحرب وافرازاتها والتي لم تحسم لحد اللحضة هو ذلك التقارب الامريكي الايراني وحسم سياسة التخادم التي كانت خفية وعدم الجدوىٰ من استمرارها بعد ان تعرت وأصبحت واضحة للجميع والعمل مع ايران كحليفة موثوقاً بها لمواجهة المتغيرات المحتملة لقلب المعادلة خاصةً في سوريا ذات النفوذ الروسي ، ثانياً احتمالية التحالف الامني الاسرائيلي الخليجي ، ثالثاً بيان حاجة اوربا الان الىٰ قوة ردع عسكرية خاصة بها وبناء علاقاتها الدولية بمعزل عن الولايات المتحدة وتاثيراتها ، تلك الحالات الثلاث هي اهم ماأشرتة تلك الحرب لحد الان والباقي سيتبين عند نهايتها ولا احد يستطيع التكهن بنتائجها وتداعياتها وافرازاتها الاخرىٰ والنهائية .