تقرير/ محمد حمزة الجبوري/ بابل
صدر عن دار الفرات للثقافة والاعلام في بابل بالاشتراك مع دار سما للطباعة والتوزيع والنشر للباحث المؤرخ الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري ثلاث كتب تاريخية جديدة وهي :
1- السيدة سكينة بنت الامام الحسين (ع) :
والسيدة سكينة شهدت واقعة الطف وورثت احداثها الرهيبة ومصائبها العظيمة , وكانت من جملة النساء اللاتي أخذن سبايا , اصطبغت حياتها بالفجيعة وطبعت ذاكرتها كل المأساة , فقد كُتب عليها ان تشهد وترى بعينها يوم عاشوراء بكل مآسيه وأهواله .
كانت آية في الفصاحة والذكاء والكمال والسخاء , عظيمة الشأن , جليلة القدر , سيدة نساء عصرها , ومن خيرة محدثات وقتها .
في رحلة السبي المريرة كانت السيدة سكينة رضوان الله عليها نموذجاً رائعاً للولاء العاطفي والوجداني ونموذجاً انسانياً سامياً تعيش آلام الاخرين وتعيش فجيعة أبيها الحسين عليه السلام.
عاشت السيدة سكينة بعد استشهاد ابيها (56 ) سنة , و توفيت هذه السيدة الجليلة العالمة النبيلة في السبعين من عمرها الشريف .
وقد أماط المؤرخ الجوذري اللثام عن بعض الشبهات و المغالطات بحق هذه السيدة الجليلة المظلومة , وأبان شجاعتها وصبرها في واقعة كربلاء ورحلة السبي وما بعدها .
2- الحسن المثنى و آله من الربذة الى الهاشمية :
بدأ المؤلف بنبذة موجزة عن حياة الامام الحسن المجتبى عليه السلام , متناولاً ذريته واحفاده , وذكر ان ( الحسنيون ) هم ذرية الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام , وانتشرت ذرياتهم في مختلف بلاد العالم الاسلامي , والاكثرية منهم سكن الحجاز وشمال افريقيا والعراق .
وقد أعقب الامام الحسن ستة عشر ولداً بضمنهم البنات , وقال ابو نصر البخاري : اولاد الامام الحسن ثلاثة عشر ذكراً وستة بنات , ومنهم الحسن بن الحسن , فهو ابو محمد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب الهاشمي القرشي.
والحسن المثنى ولد في المدينة المنورة سنة (37هـ) وقضى حياته فيها , وامه السيدة ( خولة بنت منظور بن زبان الفزاري ) , كان الحسن المثنى عليه السلام جليلاً فاضلاً ورعاً جواداً لم يطلب الخلافة ولم يدع الى الامامة , وكان وصي ابيه الحسن السبط وولي صدقات جده الامام علي بن ابي طالب عليه السلام , وهو كبير الطالبيين في عهده , توفي في المدينة المنورة سنة (97هـ) ودُفن في ينبع .
ومن أبنائه الذين دخلوا العراق السيد ( عبدالله بن الحسنه المثنى ) الملقب بـ(المحض) , وذلك لان أباه هو الحسن بن الامام الحسن , وامه السيدة فاطمة بنت الامام الحسين , وقد أستأثر بشرف الابوين , فسمي المحض لذلك .
وقد أبرز الدكتور عبد العظيم الجوذري مظلومية ابناء الحسن المثنى في طامورة الهاشمية , مشيراً الى العديد من الحوادث التاريخية المهمة التي رافقت ذرية الامام الحسن المجتبى عليه السلام .
3- سورى المدينة السريانية القديمة محط رحال القاسم (ع) :
كانت سورى ولا تزال محط الانظار فهي من أبرز مدن بابل الجنوبي , ولعبت دوراً حضارياً في تاريخ العراق , وكانت مصدر النهضة العلمية والأدبية والفكرية , واصبحت مقراً لكبار العلماء والفقهاء والادباء , وجاءت اهميتها لوقوعها في منطقة منبسطة وجميلة تتوسط المدن العراقية , وما تمثله من عمق تاريخي وذلك لقربها من بابل الاثرية , وكانت مدن وسط العراق مركزاً هاماً للسريان حتى القرن الثاني عشر .
والسريانية لغة مشتقة من اللغة الآرامية , ويعتبرها بعض الباحثين تطوراً طبيعياً لها موحدين بين اللغتين , وفي التاريخ الاسلامي كانت سورى وما يتصل بها جزء من الكوفة الواسعة .
وجاء في لسان العرب : سورى على وزن بشرى , موضع بالعراق من أرض بابل وهي مدينة السريانيين . وقد بنى ابن هبيرة قصره فيها سنة (128هـ) فلما سقطت الدولة الاموية ابتنى ابو العباس السفاح عليها هاشمية الكوفة ونزلها واستتم بناء مقاصيرها وجعلها مدينة له .
ويذكر المؤرخ الجوذري ان في سورى عدد من الاضرحة والمقامات , فهناك على مقربة من شواطئ الفرات قرية فيها النبي (حسقيال ) وقد ابدى اليهود دائماً تقديسهم لهذا الضريح وكانوا يحجون اليه ويقدمون له الصدقات الوافرة .
وفيها قرية تدعى (باخمرا ) يقع فيها ضريح القاسم بن الامام موسى بن جعفر عليهم السلام , وهذه القرى وغيرها اصبحت اليوم مدن عامرة