1

ماذا لو عُزِلَ بايدن وتولت كاميلا بدلاً منه؟

سوسن الشاعر- الوطننُركز على أمريكا هذه الأيام لأن الأحداث العالمية المتلاحقة تؤثر علينا بشكل مباشر وعلى حياتنا، بدءاً من الأسعار، أسعار كل شيء بما فيها التأمينات والميزانية ووو، مروراً بمدى توفر المواد وسلاسة توريد البضائع، فأنت تتحدث عن تفاصيل صغيرة في حياتك يلعب الدور المحوري الأمريكي العالمي فيها بشكل مؤثر.

عقوبات اقتصادية على روسيا، اتفاق نووي مع إيران، أنشطة إيران الإرهابية كلها تنتهي خيوطها في يد الولايات المتحدة الأمريكية، وجميعها لها تأثير على سير حياتنا بشكل أو بآخر.

لهذا موضوعنا اليوم هو أثر احتمالات عزل جو بايدن التي بدأت تلوح في الأفق على حياتنا وارتباط أثر هذا التغير بسير العلاقات الأمريكية الخليجية.

أولها تطرق الإعلام الموالي للديمقراطيين عن مؤشرات عجز الرئيس ومنهم قناة الـ”سي إن إن”.

إذ بدأت هذه القناة الموالية له بالتعليق على قدراته العقلية، وهي القناة التي ناصرته وأيدته إلى أبعد حد إلى درجة أن ترامب طرد مراسليها، واليوم لم تتمكن سي إن إن من تجاهل حالات الشرود الكثيرة والتي يعلق عليها العالم أجمع في حين ظلت هذه القناة تتجاهلها لمدة سنة ونصف، إلى أن زاد الحرج عليها.

المؤشر الثاني، أن فريق جو بايدن نفسه يبدو وكأنه يتعمد أن يعرضه للحرج ويكشفه، فهم يعرفون وضعه الصحي والذهني ومع ذلك يترك وحده على المنصات، ويقف فريقه مبتعداً عنه بمسافة، فيرتكب الأخطاء بحيث تظهر علامات الشرود الذهني عليه ويراها الجميع فلا يتقدمون لإنقاذه وإنقاذ الموقف.

أنت تتحدث عن أقرب المقربين له بدأوا يهيئون الرأي العام لفكرة عدم صلاحيته وقدرته على إكمال فترته الرئاسية.

أضف لذلك تدني شعبيته الشديد، فالتضخم بلغ مبلغاً لم يصله سابقاً 8.5%، أسعار البنزين بلغت حداً غير متوقع وزادت 18% أو أكثر وهناك مؤشرات أنه في تصاعد، ومؤشرات استطلاعات الرأي أظهرت أدنى درجات الشعبية لجو بايدن إذ وصلت إلى ما يقارب 40% وهي أدنى درجة حصل عليها رئيس أمريكي، فإن لم تحدث معجزة فلا نعتقد أنه سيكمل فترته الرئاسية، بل سيتم اختيار الوقت المناسب وتنحيته وإحلال كاميلا هاريسون مكانه لاستكمال مدته الرئاسية.

السؤال الذي بدأنا به المقال هل سيؤثر ذلك التغيير إن حدث على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة الخارجية معنا؟ لا أعتقد، إذ ستواصل السماعات التلقينية مهمتها مع كاميلا مثلما ما كانت مع بايدن، وسيكمل أوباما فترته الثالثة كما كان مقرراً ببايدن أو بكاميلا.

إنما المؤكد أن الحزب الديمقراطي يترنح هذه الأيام وستكشف الانتخابات النصفية في الكونجرس في نوفمبر القادم مدى تدهور هذه الشعبية .

نحن أمامنا إلى عام 2024 سيناريو واحد تبتعد فيه الولايات المتحدة الأمريكية أكثر عن حلفائها التقليديين أي عنا في الخليج، وتقترب من إيران أكثر، ستمتد الحرب الروسية الأوكرانية على الأقل إلى نهاية هذا العام، فالحزب الديمقراطي يعول على مزيد من التصعيد علّ ذلك يساهم في رفع شعبية الرئيس، ويشبهونه بفترة رئاسة جورج بوش الأب الذي ساهمت حرب تحرير الكويت في رفع شعبيته، سيتم التقارب الصيني الخليجي أكثر وقد يقود إلى بيع النفط للصين باليوان، لن تزيد السعودية ولا الإمارات إنتاج البترول ما سيعزز الموقف الروسي وسيقارب دول الخليج من المحور الصيني الروسي.

جميع هذه السيناريوهات ليست في صالح العلاقات الخليجية الأمريكية، ما لم يحدث تغير في “العقيدة الصحوية” التي يتبناها هذا الحزب وهذا التيار اليساري المتطرف الذي ارتهنت لديه هذه الإدارة، ويدرك مدى سذاجتها وغبائها السياسي، فإن الشرخ سيصبح خندقاً.

التعليقات معطلة.