أوباما لم يفتري على السعودية
أوباما لم يفتري على السعودية، نعيم الهاشمي الخفاجي
الساسة الامريكان والغربيين نتاج بيئات مجتمعية متمرسة في دراسة ما كتبه الفلاسفة والمفكرين في كيفية حكم بلدانهم وكيفية العمل على رقي بلدانهم، الحاكم الغربي لا يقود بلاده حسب آرائه الشخصية، وإنما توجد مراكز دراسات استراتيجية متخصصة مهمتهم دراسة القضايا العالمية ووضع توصيات تضع بين ايادي الرئيس والحاكم ليسير عليها ويستطيع إدخال بعض الإضافات من خلال مناقشة الرئيس أو الحاكم مستشاريه المتخصصين، لا يوجد رئيس غربي بعصرنا هذا يقود بلاده وفق آرائه الشخصية، انفراد الرؤساء والملوك بالقرارات المصيرية وشن الحروب لدى العرب فقط دون غيرهم.
خلال وجودي ككاتب وصحفي طيلة مايقارب ثلاثة عقود من الزمان، وجدت الحكومات العربية وخاصة الخليجية أكثر ما يخشونه هو الإعلام، وخاصة الإعلام الغربي، بل دول البداوة الوهابية صرفت مليارات الدولارات لشراء كتاب وصحفيين عرب وغربيين للدفاع عن أنظمة الخليج من خلال القول أن الإرهاب لادين له، أو تضخيم خطر دول معينة، دول الخليج هرولت على التطبيع المجاني لكسب دعم اللوبي الصهيوني لدى واضع القرار السياسي الغربي البقاء حكام الخليج بالحكم وعدم استبدالهم، خلال متابعتي اليومية للإعلام الخليجي، أشاهد بشكل يومي صراخ المستكتبين الخلايجة من مقالات تنشرها صحف أمريكية تتحدث عن أن الإرهاب كله منبعه من المدرسة الدينية الوهابية السعودية، صحيفة «وول ستريت» نشرت قبل أيام اخبار عن العلاقات الأمريكية السعودية وتورط المدرسة الدينية الوهابية السعودية في دعم الارهاب، الصحف السعودية ومن خلال المستكتبين وصفوا الخبر أنه جزء من حملة التضليل المنظمة لشيطنة السعودية، خوف الإعلام السعودي من نشر مثل هذه الأخبار لأنهم يخشون، أن ما يكتب بالصحف الأمريكية له تأثير مهم على مراكز الدراسات الاستراتيجية وعلى نواب الكونجرس ومجلس الشيوخ من المشرعين، نشر مقالات تدين دول الخليج وتورطهم بالإرهاب بالصحف يمكن مؤلفي الكتب والباحثين في مجالات الدراسات العليا ماجستير والدكتوراه تكون مصدر إلى اباحثهم واطروحاتهم …..الخ.
أنا عندما بدأت اكتب بالصحف اتصل بي سعوديين وعرضوا علينا مبالغ مالية ضخمة واكتب بصحفهم مقابل عدم فضح الارهاب الوهابي السعودي، لذلك صحف الخليج مزدحمة الان في مئات الكتاب والصحفيين ومن كلا الجنسين ومن التيارات الشيوعية واليسارية والبعثية والناصرية والدينية لكتابة المقالات الارتزاق لكسب المال، لولا دفع الأموال لفيالق الإعلاميين لما تم التغطية على وجوههم الكالحة، لننظر لحملات فيالق الإعلاميين على ساسة العراق نرى كل الحملات تستهدف ساسة للمكون الشيعي فقط، بينما يتم التغاضي عن داعمين الارهاب الحقيقين وعن السراق من ساسة البعث وساسة المكونات الأخرى، يوجد زعيم سياسي لمكون عراقي أيضا يدفع أموال لغالبية الكتاب والصحفيين بل ويأوي رؤوس حثالات فلول البعث، لذلك لم لم يتطرق له أحد بذكر مساوئه و استئثاره بالمال والمناصب، الإعلام يلعب دورا مهما في شيطنة او تلميع الوجوه الكالحة.
العلاقات السعودية والخليجية مع أمريكا بشكل خاص ليست علاقات متكافئة، ترامب وصف السعودية بالبقرة الحلوب وسخر منهم أمام أنصاره وسط تصفيق جماهيره، أخذ أموالهم بشكل علني ورغم أنوفهم، سخر منهم في استمرار الصراع القطري السعودي وقبل خروجه من البيت الأبيض في أيام جمعهم وصالحهم، لذلك لم تكن علاقات السعودية بالولايات المتحدة علاقة متكافئة، بل السعودية ممول جيد لحروب الناتو الباردة والساخنة، الإعلام الأمريكي والغربي هاجم السعودية بسبب جرائم العصابات الوهابية في تفجيرات نيروبي وبعدها أحداث سبتمبر الإرهابية التي نفذها١٩ إرهابي من ضمنهم ١٧ انتحاري يحملون الجنسية السعودية.
الاعلام الخليجي يصور أن أوباما هو من يهاجم السعودية، اوباما لا يحتاج عمل حملة شيطنة السعودية، لأن العلاقات ليست متكافئة، الإعلام البدوي يقول إن أوباما شيطن السعودية ودول الاعتدال، شر البلية ما يضحك، مقتنعين انهم من دول الاعتدال، هؤلاء يعتبرون التطبيع المجاني هو الاعتدال، ياسبحان الله عقليات متعفنة، اغرب نكته احد المستكتبين يقول إن أوباما لديه عداء أيديولوجي للسعودية، يقول هذا المستكتب، في أبريل (نيسان) 2015، وفي مقابلة أوباما مع الصحافي توماس فريدمان، يقول أوباما عن السعودية إن «لديهم بعض التهديدات الخارجية»، ولكن لديهم أيضاً «بعض التهديدات الداخلية» من «الشباب الذين يعانون من البطالة»، و«آيديولوجية مدمرة وعدمية… وعدم الرضا داخل بلدانهم».
وفي مقابلة أخرى مطولة مع «ذا أتلانتيك»، أبريل 2016، قال أوباما إن «السعوديين، وغيرهم بالخليج، ضخوا الأموال وأعداداً كبيرة من الأئمة والمعلمين». واتهم السعوديين بدعم «الوهابية».
وبتلك القصة أورد الصحافي أن أوباما، وبخطاب في 2002، قبل أن يصبح رئيسا، انتقد الرئيس بوش الابن بسبب تحالفه مع السعودية ومصر، واللتان وصفهما أوباما بـ«حلفائنا المزعومين بالشرق الأوسط»، مطالبا بوش بدعوتهم للتوقف عن «التسامح مع الفساد».
وقال صحافي «ذا أتلانتيك» إن «أوباما ينتقد كراهية النساء» بالسعودية، و«يجادل سراً بأن دولة ما لا يمكنها العمل بالعالم الحديث عندما تقمع نصف سكانها». وإن أوباما كان يقول لزعماء أجانب: «يمكنك قياس نجاح المجتمع من خلال كيفية معاملته لنسائه».
وفي تلك المقابلة قال أوباما إن على السعوديين «مشاركة» الشرق الأوسط مع الإيرانيين.
واحلى نكتة يقول هذا المستكتب لقد تغيرت السعودية بعدها تماما حيث القطيعة مع كل مظاهر التطرف، وقادت السعودية أكبر حرب على الفساد بتاريخ المنطقة
وأغرب نكتة يقول هذا المستكتب نالت المرأة السعودية حقوقاً لم تنلها النساء بدول عربية «ديمقراطية»، ولم تنلها أصلاً بإيران.
شر البلية ما يضحك، ما هذا الهراء،
يقول هذا المستكتب أن بعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، تقدمت وفاقت دول أوروبا بالديمقراطية، يقول هذا المستكتب بعد كل ذلك بالحملات الأميركية، لا شيء، بل زادت، وبتسريبات رسمية، والسبب وراء كل ذلك هو الأوبامية المسيطرة.
دول الخليج وبالذات السعودية تدفع أموال لكتاب من أصول عربية ليكتبوا مقالات تمدح السعودية بالصحف الغربية والإعلام الخليجي يقوم بنشر هذه المقالات والتي لا قيمة لها في أوساط صاحب القرار الغربي، بل أنا أضحك كثيراً عندما أرى مايقوله الإعلام العرباني من محللين وكتاب وتغريدات لفيالق المرتزقة من الموظفين في أجهزة المباحث الخليجية حول وجود عداء مابين الإدارة الأمريكية والنظام في السعودية، بل الفراش او منظف مكتب أوباما لا يتجرأون على إغضابه، وعندما أقرأ مقالات المستكتبين من فئة العبيد والخدم من حريم السلطان يكتبون مقالات او تغريدات وهم يشجع على الثورة في بعض الدول العربية بقوة، ويصفون أنظمة عربية افضل من نظامهم البدوي المتخلف في الأنظمة الدكتاتورية وكأنهم هؤلاء العبيد يعيشون في دول ديمقراطية مثل الدنمارك والسويد، ولا كأنه يعيش في نجد والحجاز التي صادر اسمها شخص وجعلها اسم عائلته تملك أبناء نجد والحجاز وتحمل اسمه، هؤلاء العبيد الذين يتكلمون عن الديمقراطية لايعرفون ابسط حقوقهم وهو حق المواطنة، وإذا تكتب تغريدة بسيطة عن نظام الحكم الذي هو مستعبدهم، تراهم يتصدون لك فوراً ويشتمك، ويثنون على سيدهم، نعم العبيد لديهم جينات وراثية في الدفاع عن جلاديهم، هؤلاء العبيد يعيشون تحت حكم نظام في بلده أسوأ من نظام الحكم العربي مثل سوريا والعراق ولبنان على سبيل المثال الذي يدعو للثورة عليه.
في الختام الغباء، هو المرض الوحيد الذي لا يُتعب المريض، وإنما يُتعب المحيطين به.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/4/2022