قصي محبوبة.. يهرب الى أمريكا
Post Views: 45
أسوار //سعدون الحلي: دعا الناشط والذي تحول في الفترة الاخيرة الى منظر ومفكر، قصي محبوبة، الشباب العراقي الى ترك العراق بأقرب فرصة، او العمل على قلب النظام عبر العمل في السياسة، فمن هو محبوبة؟، فيما دعاه ناشطون الى ترك العراق هو اولا قبل غيره، لانه أفسد عليهم حياتهم قبل الآخرين،
عبر الصفقات والعقود التي جنى منها ملايين الدولارات، وقبل ان يهرب الى امريكا مجددا حيث يحمل جنسيتها ، يجب ان يحاكم.
قصي محبوبة، رجل غامض لا يمكن الوثوق بملامحه وهويته حتى لو وضع أمام مليون مصباح مضاء، وقد تكون اسباب غموضه مجهولة ايضاً، فمثلاً، مسقط رأسه أمر مازال يثير الشك، ولا أحد واثق حد الجزم محل ولادته، أهي السماوة، أم النجف، أم البصرة ، حيث يدعي هو أمام أهل البصرة بأنه (بصراوي أباً عن جد) !
وهكذا هو الحال في الإنتسابات، والعناوين الأخرى له!
حتى اسمه، فهو لا يتناسق مع واقعه وتوصيفه ايضاً، فالرجل يحمل إسم (قصي محبوبة) في حين لا نجد ثمة شخصاً واحداً في العراق وغير العراق يحبه !
لذلك، فإننا سندخل لعالم الفساد السياسي في العراق ونكشفه عبر اوسع ابواب هذا الفساد، ونقصد به قصي ابن محبوبة ومن يعمل معه، فهو دليلنا وخيطنا الذي نستدل (عبر مفاسده) على عالم فظيع، لنكتشف قضايا فساد تزكم الأنوف، وتصيب جميع من يتابعها بالدهشة والغثيان، لاسيما مؤامرات وكواليس العالم الخلفي للأحزاب والحركات ورجالاتها الذين تصدوا للمشهد ” المنتن” وراحوا يدفعون به قدماً نحو نهب الوطن، حتى تحول المشهد الى وقائع نهب مُعلن مع سبق الإصرار والترصد، فهل يعقل ان يجري كل هذا الكم من الجرائم بحق الشعب والوطن ونحن صامتون ؟!
في هذا المشهد الكئيب ثمة ما يجب ان يقال، وثمة وقائع يجب ان تروى لتكون حاضرة في الصورة، وواضحة بشكل لا يقبل اللبس، ولا يمكن أن تزيف مهما حاولنا ان نجملها، أو حاول المحاولون التقليل من هول ما يجري، فالذي ارتكب ويرتكب أكبر من أن تضعه في حساب منطقي أو رياضي !!
وبطل هذه القصة، رجل خفي ظهر فجأة في المشهد العراقي، وتوارى ايضاً بعد أن ادى دوراً هاماً في مفاصل الدولة العميقة للاحزاب التي تغانمت على السلطة، ومنها تيار الحكيم المسمى اصطلاحاً بالحكمة، فيما هو واجهة للسطوة السياسية لشخصيات غامضة لم يكن لها اثر في سابق العهود، ولم تكتب أي سطر في ساحات النضال ضد الدكتاتورية، أو يكون لها موقف مشهود واحد على الأقل، هو أحد هذه الشخصيات الكارثية، بهلوان حاذق، ومحتال محترف، يدعى قصي محبوبة، ظهر كأحد قيادات المجلس الأعلى بعد انتقال زعامته الى الحكيم الأبن (عمار) حيث قربهُ الأخير ومكنه بعد أن عزل قيادات المجلس التاريخية، فأصبح الملف السياسي لهذا التشكيل العريق بيد هذا الرجل، الذي يقول أنه يحمل شهادة الدكتوراه، ولا نعرف بأي اختصاص ومتى وكيف حصل على شهادته، اسئلة يجب ان يجيب عنها هو بذاته، من اجل تنوير الرأي العام الذي اختلطت عليه الأمور، وما عاد يفرق بين الالقاب والاسماء والكنى !
فقصي هذا الفتى الذي تولى الملف الحكومي للمجلس الاعلى، وكان فيه الرجل رقم 2 بالبصرة (ظاهرياً)، والرقم 1 (واقعياً)، حيث أن المجلس الاعلى كان قد قدم ماجد النصراوي محافظاً بعد انتخابات 2013 كديكور رسمي فحسب، ليظهر معهُ فجأة دون مقدمات موضوعية قصي محبوبة كأحد رجال عمار الحكيم المكلفين بالعمل مع النصراوي، لكن – محبوبة – تحول الى حاكم فعلي للمدينة، كما يقول أحد الكتاب الذي وصفه بـ ” بول بريمر ” الجديد حيث يقول هذا الكاتب في مقالة منشورة له “قصي محبوبة النجفي القادم من أمريكا ، يخترق صفوف المجلس الأعلى في العراق، عموما والبصرة على وجه الخصوص, ويتقدم بشكل خفي ومخيف ويحظى بقرب عمار الحكيم , فهو عرابه الى الشركات الأمريكية، ويشرف على كافة الصفقات الاقتصادية “السرية خاصة” .
ويضيف ” هبط في البصرة واستقر في قصورها الرئاسية مستوليا عليها بتوصية من عمار الحكيم ,حيث اصبح هو الحاكم الفعلي للمحافظة دون منازع، ليذكرنا بأيام (بريمر)، يوم كان حاكماً مدنياً للعراق”، مشيراً بالنص: ” كان هو – أي محبوبة – محافظً البصرة وليس ماجد النصرواي، وكان هو رئيسًا لشركة نفط الجنوب بعد أن استلم عادل عبد المهدي وزارة النفط ، وهو مدير عام شركة الموانئ العراقية بأمر من باقر صولاغ وزير النقل والمواصلات وقتذاك”.
ويتابع “مواكب حماية وسيارات مظللة وسهرات وصفقات وابتزاز للمسؤولين وتحكم في المواقع والتعيينات وشراء ذمم وتهديدات! كل هذا يتم بأشراف قصي محبوبة.! فلا مجلس المحافظة – حينها – كان قادرًا على الحد من نفوذه، لأن رئيسه “صباح البزوني” ابن عم ممثل رئيس المجلس الأعلى في البصرة النائب السابق “جواد البزوني” وابن عم حسن خلاطي البزوني عضو مجلس النواب عن كتلة المجلس الأعلى وقتذاك”.
ويردف ” فأهل البصرة آنذاك الذين تخاذلوا للأسف الى درجة الخنوع والاستسلام للحكومة المحلية, عجزوا عن طرد هذا الرجل الغامض من أرضهم، فينهب ثرواتهم ويتسلط عليهم”،
ويتساءل بحسرة ” هل باستطاعة أحد أعضاء المجلس الأعلى من البصرة كفرات الشرع أو جواد البزوني أو غيرهم أن يمارس عملا أو ظيفة، أو عرابا في محافظة النجف أو كربلاء، بالتأكيد لا، فكيف رضي البصريون أن يتحول – محبوبة – النجفي الى الرجل رقم واحد في مدينتهم ويفعل بالاشراك مع النصراوي ومن خلفهم من رشحهم ما فعلوا ومضوا دون حساب؟”.
هيل أنترناشيونال …سرقة علنية لأموال البصرة !!
وحين تبدأ بتقليب دفاتر – محبوبة – وسنوات البصرة العجاف معه، ستجد من جملة ما ترك هذا الرجل خلفه في البصرة، عقداً وهمياً، كتبت عنه صحف ومواقع، وفتحت هيأت مختصة تحقيقاً فيه، لكن التحقيق ضاع ،فتوقف الباحثون عن الحقيقة لاسباب نجهلها ظاهرًا، لكننا في الباطن نعرف كنهها ، إذ يقول مصدر مطلع عن هذا العقد المشبوه ” انه واحد من العقود الفاسدة بوضوح – هو عقد شركة (هيل انترناشيونال) للاستشارات والنصائح، وهي كانت شركة وهمية يقودها المستشار السياسي لعمار الحكيم القادم من بغداد للبصرة (قصي محبوبة) وتتكون من عدد معلن هو 75 فرداً منهم 74 اعضاء من كوادر المجلس الاعلى من المحافظات واجنبي واحد فقط”.
ويشير المصدر الى ان ” ميزانية هذه الشركة الوهمية الشهرية تبلغ ملياراً و 800 مليون دينار عراقي وسنويا قرابة 22 مليار دينار، مع العلم ان التخصيصات غير معلنة وأسماء الموظفين مجهولة”.
ويتابع ” كانت هذه الشركة تتخذ من بناية القصور الرئاسية في البصرة مقرا لها تحت مسمى شركة (هيل انترناشيونال) تقدم ارشادات ونصائح للمحافظ كما يقولون، لأن المحافظ لا يعترف بخبرات رجال البصرة، فهو نفسه نشأ وترعرع في محافظة اخرى وليس من سكان المحافظة، والنتيجة مليارات أهدرت والنصراوي اختفى ومحبوبة خرج من المجلس الاعلى والحكمة، ولم تربح البصرة شيئًا ابدًا”.
دولة محبوبة العميقة …نواب وصفقات !!
فيما يكشف مصدر مطلع عن أن ” هذا الرجل- يعني محبوبة – انفصل تنظيمياً عن الحكمة، لكنه لايزال يدير لوبي مؤثر، يعقد الصفقات ويمرر ما يشاء في الوزرات والهيئات لا سيما العقود النفطية “.
ويضيف “تمكن قصي محبوبة من التنسيق مع مجموعة من النواب الذين ارتبطوا معه بعلاقات مالية وعقود وصفقات لاسيما النائب المشبوه هيثم الجبوري وغيره من النواب، وهناك صفقات ضخمة في قطاع البترول الذي تحول فيه الرجل الى عراب للشركات الاجنبية والاستثمارات العالمية”.
بوليصة تأمين نافذة !!
فيما تشير معلومات مؤكدة ان محبوبة الذي كان ولم يزل يقيم في الولايات المتحدة الامريكية، باعتباره مواطناً امريكياً، كان قد تحول الى محط سخرية، ونكتة يتداولها حوله العراقيون هناك قبل اكثر من عشر سنوات، حيث كان الرجل يملك مطعماً شعبياً في امريكا وكان ضمن النظام ان يؤمن على مطعمه لدى احدى شركات التأمين هناك، وحين بدأ المطعم بالانكسار التدريجي وبدأت الأرباح بالتراجع، فكر الرجل بالحيلة التي يستخدمها المحتالون الوافدون من بلدان الشرق، والمتمثلة بحرق المطعم، والإدعاء بان الحادث قد حدث قضاء وقدراً، والاستفادة من مبلغ التعويض الدسم الذي تقدمه شركة التأمين للمحلات المتضررة، غير ان محاولة محبوبة لم تفلح، فبعد ان احرق مطعمه فوجيء بعد مراجعته لشركة التأمين المتعاقد معها بأن بوليصة التأمين قد نفدت منذ يومين، ولم يقم بتجديدها، وبهذا يكون قد فقد حقوقه في التعويض، ما جعله مسخرة، ونكتة يتداولها الناس هناك رغم انه يحظى بكراهية من قبل العراقيين لم يحظ غيره فيها قط.
ختاماً تذكروا قصي محبوبة المحتال المحترف، رغم سقوطه في تجربة بوليصة المطعم والتعويض الفاشل.