1

إجراءات «فوضوية» تفتك بالأنهار وتحذيرات من أزمة في مياه الشرب

بغداد/ حسين حاتم

جفاف قاسٍ تشهده انهار العراق واراضيه، الا ان وزارة الموارد المائية ما زالت تطمئن بوجود كميات كافية للموسم الصيفي بعد تخفيض الخطة الزراعية الى 50‌%، لكن مراقبين يحذرون من تعرض بعض المحافظات إلى أزمة في مياه الشرب.

ويقول مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب لـ(المدى)، إن «ما تحقق من نسبة الامطار الاخيرة لا يشكل أكثر من نصف مليار متر مكعب من الكمية التي من الممكن أن نحصل عليها نتيجة هذه الأمطار سواء من سد الموصل أو سد دوكان».h

وتابع أن «ما يطلق من الخزانين أقل مما يدخل لهما، وتأمل الوزارة بأن تستمر هذه العملية لفترة طويلة لغرض تعزيز الخزين المائي لمواجهة الشح المائي والتحديات والسيطرة عليها».

وأضاف ذياب أن «سقوط الأمطار جعل هذا العام من الموسم موجة جفاف رغم ان المساعي مستمرة لتجاوز الازمة»، لافتا الى ان «الصيف المقبل سيشهد توفير كميات المياه الكافية للشرب والاستخدامات البشرية وسقي البساتين إضافة إلى قدرتنا على توفير المياه لزراعة محاصيل الخضر».

وأشار، الى ان «الوزارة تعمل جاهدة لتوفير نفس الاطلاقات المائية باتجاه شط العرب في البصرة وذلك لدفع اللسان الملحي مع تأمين كميات صالحة لجميع الاستخدامات لمواطني المحافظة».

وبين ذياب، أن «الوزارة تعتمد حاليا على الخزين المتاح من الخزانات والسدود»، مشيرا الى أن «تركيا وعدت بإطلاقها كميات كافية من المياه لنهري دجلة والفرات لمواجهة الشحة الحاصلة خصوصا خلال الصيف».

وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصور يظهر الانخفاض الكبير لمنسوب مياه نهر دجلة في العراق، بعد أن كان يعرف بغزارته التي تفوق غزارة الفرات.

ويتضح تدني منسوب المياه في النهر بشكل بين حيث يتخلل المقطع شاب يبدو وكأنه يمشي على سطح الماء في بقعة تتوسط النهر حيث يفترض أن يسمح مستوى المياه بالسباحة.

من جهته، يقول الخبير المائي والزراعي عادي المختار لـ(المدى)، إن «أزمة المياه التي يشهدها العراق في الوقت الحالي نتيجة سوء ادارة»، موضحا ان «انخفاض المناسيب في هذه الفترة طبيعي للمحافظة على الخزين».

وأردف، «كلما انخفضت الاطلاقات فإن ذلك يؤدي الى زيادة التلوث»، لافتا الى ان «وزارة البيئة لهذه اللحظة غير قادرة على تقليل الملوثات».

ومضى المختار قائلا: «تركيا لا تستطيع دعم العراق في المجال المائي لأنها لا تمتلك المياه الكافية لدولتها».

واشار الى أن «الحملات الزراعية الذي تحدث في هذا الوقت عبارة عن فوضى بسبب الازمة التي نعيشها».

وطالب المختار، بـ «تأسيس المجلس الزراعي الاعلى ولا يمكن ان يكون الوزير الشخص الوحيد هو المتسلط»، ودعا الى «اعادة النظر بالخطة الزراعية واستخدام المياه بصورة صحيحة».

ولفت، إلى أن «وزارة الزراعة نوهت بان في هذا العام سيتم انتاج 3 مليون طن من الحنطة وعند تفسير ما قالته الزراعة نستنتج انه تمت زراعة أكثر من مليونين دونم وقد تضاعف الى 4 او 5 ملايين».

ورأى المختار، ان «الري السيحي معناه خسارة للمياه كون ان توفير الحنطة نص طن يحتاج الى دونم كامل ويتم فيه استخدام خزين المياه الاصلي وبهذه الحالة يعتبر العمل الزراعي لا يربح بل على العكس هو خسارة بحد ذاته وهذه كارثة حقيقية».

ومضى المختار، إلى «التحذير من مرحلة خطر عندما لا نستطيع ايصال مياه الشرب الى بعض المحافظات مثل ديالى وذنائب الانهار».

التعليقات معطلة.