بيروت تدخل نفق التعطيل على الطريقة العراقية
يعزو كثيرون الصدام السياسي المحتدم في العراق والمحدق بلبنان إلى أسباب عدة، أبرزها خسارة الحلفاء وغياب التفاهمات الإقليمية والدولية.
وبات المشهد اللبناني توأما للعراقي، حيث لعبة التعطيل وعرقلة استحقاقات الدستور قائمة على قدم وساق بفعل طرق عمل القوى الممسكة بالسلطة في البلدين.
وفي الاحتجاج أيضا بغداد تشبه بيروت، إذ كسرت الأصوات الناقمة قبل نحو عامين احتكار القوى التقليدية للسلطة بعد ما نادى المتظاهرون برحيلها، لكن العبرة تكمن في النتائج.
ففي الحالة العراقية أخفقت القوى الجديدة في تصحيح المسار وقلب المعادلة، وفي لبنان تحاول “قوى التغيير” تحرير البلاد من قبضة الأحزاب ونفوذها.
وتتجه الأوضاع في بيروت نحو الدخول في نفق بغداد المظلم، وذلك بعد نتائج الانتخابات التي فرضت تغييرا في موازين القوى النيابية.
وصار لبنان يشبه العراق والعكس صحيح، إذ أن كليهما مبتلى بفراغ سياسي وخلافات عاصفة تزيد من صعوبة تمكن أي معسكر من تشكيل أغلبية حاكمة.
والأغلبية نفسها لم تعد محصورة بيد فريق معين كما تشير المعطيات في البلدين، ليبقى الحل تعصف به دوامة الجمود السياسي والبديل فوضى وفراغ وفشل يعطل مصالح العراقيين كما اللبنانيين.المراسل: محمد السلطان