1

أشياء مخجلة تتعلق بالوطن

أشياء مخجلة تتعلق بالوطن

 نوئيل يلدايقع العراقيون بالحرج أمام أصدقاء من جنسيات عربيَّة وأجنبية يقومون بزيارة بغداد أول مرة. البعض من الضيوف لا يعبرون عن استيائهم لعلوّ أخلاقهم وعظمة حبّهم للعراق لكن البعض ممن يحبون الحقيقة يتكلمون.سعاد وهي تعمل في فرع شركة مقرها ميلانو تقول إنَّ مطار بغداد بعبثيته وتخلفه يسبب لها حرجاً كبيراً عندما تستقبل ممثلين عن الشركة الأم. وتضيف: أصاب بالارتباك عند تسلم الحقائب، وعند استخدام الحمام، وعند التعامل مع خدمة التاكسي. سيدة إيطالية جنّ جنونها عندما استخدمت حمام النساء حال وصولها لمطار بغداد ووجدت فيه علبة صفيح تستخدم للماء. هذا مشين وعار علينا. كيف يمكن لمطارنا أن يكون بهذا الابتذال. ضيوفنا يحبون القيام بجولات حرة ببغداد لكن هذا يتم بجهد كبير جداً وغالباً ما تظهر الخيبة على وجوه الضيوف فبغداد كومة نفايات وبنايات متهالكة ونظم متخلفة، فلا فنادق محترمة ولا أماكن ترفيه ولا شوارع تدل على هيبة بغداد في التاريخ.عماد وهو  رجل أعمال يقول إنه يضطر إلى استقبال ضيوفه الأجانب في أربيل لأنها أنظف من بغداد وفيها سعة تنظيمية متعارف عليها في العالم وفنادقها لا بأس فيها. ويتابع: أحاول جاهداً اختلاق الأعذار وأحياناً أضطر لدفع نفقات إسكان مرتفعة جداً من أجل ألا أفشل مع ضيوفي. الحال في بغداد محبط ومقزز أما المطار فهو كارثة بحق ومعيب جداً ولا أعرف لماذا لا يفكرون بواجهة العراق.صلاح يجد حرجاً مخيفاً في التعامل مع الضيوف العرب الذين يكتمون خيبتهم وتذمرهم ويجاملون صلاح الذي يعمل في منظمة تابعة لليونسكو. يذكر صلاح أنَّ مغربياً قال له بامتعاض: يا أخي لماذا حكومتكم لا تنفق مليار دولار على إنشاء وسط بلد محترم ونظيف في منطقة الباب الشرقي بدل هذا البؤس. ويضيف صلاح: انظر يا حجي إلى نصب الحرية كيف هو بائس وتفوح منه رائحة البول. انظر إلى خرائب الباب الشرقي، وبؤس شارع السعدون وبشاعة منطقة باب المعظم. ميزانية البلد كبيرة وهذا كله يمكن أن يظهر بشكل لائق لو أنفقوا ملياراً واحداً فقط.سوسن حكت وفي صوتها لوعة عما أسمته مخازي بغداد وأضافت: لا يوجد أي شيء نفخر به ولا نستحي منه. لا يوجد مرتكز للسياحة ولا حتى للتحضر في بغداد. لقد عشت أياماً مريرة حين زارتني أختي المغتربة  في النرويج مع أولادها الذين ولدوا في الخارج. لم أكن أعرف ماذا أقول لهم. لقد أصابتهم الصدمة وكان الولاد يبكون ويريدون العودة. بغداد متخلفة وقبيحة وعارية من الخضرة والناس فيها بلا نظام.. مع الأسف.

التعليقات معطلة.