التسامح أسهل لدى من يعيشون إجهاداً مزمناً
منال داود
قالت دراسة نفسية أجريت في جامعة موسكو إن الذين يعانون من إجهاد مزمن يظهرون مستويات أعلى من التسامح، بينما تنخفض مستويات التسامح لأدنى مستوى لدى من يعيشون إجهاداً أو توتراً يومياً.
ونشرت الدراسة على موقع دورية “كلينكال سيكولوجي أند سبيشيال إديوكيشن”، واعتبرت من الأبحاث المميزة، حيث لم تُفحص القدرة على التسامح كصفة أخلاقية وعلاقتها بمستويات التوتر من قبل.
وأجرت الدراسة باحثتان هما: صوفيا نارتوفا-بوشافر، وفيوليتا بارك، واستند البحث إلى مسح لـ 140 شخصاً أعمارهم بين 16 و40 عاماً، ينتمون لفئات توتر مختلفة، الأولى من الطلاب الميسورين نسبياً، والثانية يعانون ضغوطاً يومية، والثالثة من مرضى إعادة التأهيل المصابين بإصابات شديدة في العمود الفقري.
وأظهرت الدراسة أن الذين يعانون من إجهاد مزمن يظهرون أعلى مستويات التسامح، وفسرت الباحثتان هذا الميل بتأثير النمو اللاحق للصدمة، فهم يعتمدون جسدياً على أشخاص آخرين، وقد تغيرت أحاسيسهم الجسدية الطبيعية، وأصبحت القيم أكثر أهمية.
ورصدت الدراسة أدنى قدرة على التسامح في مجموعة الإجهاد اليومية. وسبب ذلك على الأرجح أن هؤلاء لا يدركون ضغوطهم اليومية حتى يصل رد فعلهم تجاهها إلى ذروته. ولذلك الذين يعتقدون أنهم يتعاملون مع الضغط الروتيني جيداً هم في الواقع مرهقون، ويصبحون متطلعين للغاية لأنفسهم والآخرين.
ونظرت الباحثتان أيضاً في كيفية ارتباط المصداقية بالقدرة على التسامح اعتماداً على مستويات التوتر. فالذين يميلون إلى إظهار الرحمة ومسامحة الآخرين أو ظروف الحياة غير المواتية هم أكثر عرضة للشعور بأصالة شخصيتهم؛ مع ذلك، فإن قوة هذا الارتباط تختلف باختلاف الإجهاد.
ووجدت الدراسة أنه كلما كانت القدرة على مسامحة الذات وظروف الحياة أكثر تطوراً، جنباً إلى جنب مع الاستعداد الأكبر لنسيان الانتقام أو استعادة العدالة، كانت الحياة الواقعية التي يعيشها الناس حقيقية أكثر.