إياد مهدي عباس
لا ادعي باني الوحيد الذي حذّر من عودة حرب المفخخات ووقوع تفجيرات إرهابية كرد فعل لداعش التكفيري على هزائمه المتكررة والمنكرة في معارك التحرير في الموصل وتلعفر والأنبار بل كانت هناك أصوات عديدة حذرت من هذه التفجيرات، لاسيما العديد من الكتاب إضافة الى المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبالرغم من ذلك فان التفجيرات تحدث الا انها جاءت هذه المرة خارج حدود المدن وعلى الطرق الخارجية بعد فشل الإرهابيين في الدخول الى داخل مدينة الناصرية التي تم اختيارها بدقة شديدة نتيجة النهضة الكبيرة المتوقعة لهذه المحافظة بعد ان توجهت انظار العالم الى اثار وأهوار العراق في الناصرية وتوقعات تحويلها الى مناطق سياحية ..
وتأتي تفجيرات الناصرية في هذا الوقت بالذات لتعبر عن حالة الإحباط والفشل الذي تعيشه العصابات الإرهابية وهي وسيلة دنيئة للتغطية على هزائم داعش ولفت الأنظار بعيدا عن جبهات القتال وبعيدا عن الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال القوات الأمنية ورجال الحشد الشعبي . ولقد فشلت التنظيمات المتطرفة في مواجهة الرجال على ارض المعركة فاختارت ان تقتل المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ في تعبير واضح عن المنظومة الأخلاقية السيئة لهذه التنظيمات والتي عبرت عنها المرجعية الدينية العليا بانها عدو غادر لايمكنه مواجهة الرجال في ساحة المعركة .
وبما اننا أمام انتصارات قادمة في الحويجة وباقي المناطق العراقية فنتوقع استمرار هذه الاعتداءات وهذا يجعل الحكومة العراقية امام مسؤولية كبيرة لتطوير عملها ومراجعة الخطط الأمنية وتفعيل عمل الاستخبارات العسكرية واتخاذ إجراءات حازمة وتشريع قوانين جريئة تسهم في الحفاظ على ارواح المواطنين الأبرياء , ولابد من الإشارة هنا الى ضرورة تفعيل إحكام الإعدام ضد الإرهابيين المحكومين بالإعدام منذ فترة طويلة من اجل توجيه رسالة الى التنظيمات الإرهابية بان عقوبة الاعدام ستكون جزاء لكل من يتجرأ على امن
المواطن .
ومن الجدير بالذكر هنا بان الحكومة ليست المسؤول الوحيد عن الملف الأمني بل لابد من تعاون مشترك وعلاقة تكاملية بين الحكومة والمواطن والمؤسسات والمنظمات المختلفة كالإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمختارين وأصحاب المحال التجارية وهذا لايلغي مسؤولية الحكومة والاجهزة الامنية من تطوير أساليبها واستخدام التكنولوجيا المتطورة في حماية المواطن كاستخدام الطائرات المسيرة والاعتماد على الكامرات الحديثة اضافة الى ضرورة القضاء على الحواضن التي تساعد الارهابيين في تنفيذ
جرائمهم .
واخيرا نريد ان نقول بان أهداف داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لاتقتصر على قتل المواطنين فقط بل تهدف الى زعزعة الثقة بين المواطن وبين الأجهزة الأمنية والحكومة وهذا يجعل الحكومة امام مسؤولية كبيرة لتعزيز الثقة بينها وبين أبناء الشعب العراقي من خلال توفير الامن والاستقرار وخاصة بعد تحقيق النصر النهائي على داعش وتحرير اخر شبر من ارض العراق .