سوريا الجديدة.. هل ستكون منطقة نفوذ إيرانية؟

1

سميح المعايطة

منذ خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في النصف الأول من شهر أكتوبر حول الاتفاق النووي مع إيران، تسارعت عمليات الهجوم السياسي الأميركي على إيران.
وأصبح الحديث الأميركي عن إيران مرتبطا بالتهديد بعقوبات جديده تشمل البرنامج الصاروخي الإيراني وحزب الله اللبناني والحرس الثوري، وفي ذات الفترة وتحديدا بعد إخراج عصابه داعش الإرهابية من الرقة بدأنا نسمع من الإدارة الأميركية حديثا عن “سوريا الجديدة” ولا ندري عن مضمون هذا المصطلح أميركيا، لكن بداياته بدأت مع حكاية الأكراد سواء في العراق حيث تم فتح الجرح الكردي أو في سوريا حيث تم إعطاء الرقة إلى الأكراد أتباع أوجلان وبدأ الحديث عن الحكم اللامركزي لسوريا القادمة.

لكن الجزء الأهم في تركيبة سوريا الجديدة هو النفوذ الإيراني الذي ربما يكون الأكبر بعد النفوذ الروسي فيما لو بقيت خارطة القوى في سوريا كما هي.

فسوريا اليوم تخطو خطوات كبيره في رسم مستقبلها، ولهذا كانت زياره رئيس أركان الجيش الإيراني إلى دمشق وتوقيع اتفاقات للعلاقة المستقبلية، وبدأنا نرى نشاطا إعلاميا للحرس الثوري الإيراني يتعلق بعملياته العسكرية في سوريا، وكل هذا لاعلاقة له بما كان بل بما سيكون .

التجربة مع أميركا في العراق كانت مريرة، فبعد احتلالها للعراق عام 2003 تركت لإيران حرية إعادة بناء الدولة العراقية لتصبح منطقه نفوذ لإيران، ولهذا أصبحت كل الجهود التي بذلت وتبذل عربيا لتخفيف هذا النفوذ لا تترك الأثر المطلوب.

فالفرصة التي حصلت عليها إيران في ذلك الوقت كانت ذهبية، وكانت هي مستعده للتعامل معها سواء كانت نوايا الأميركان حسنه أو سيئة فالعبرة في النتائج .

اليوم نحن على أبواب سوريا الجديدة التي لا يعرف الكثيرون ملامحها، لكنها لن تكون سوريا القديمة، فالدول والتنظيمات التي قاتلت خلال سنوات الحرب تنتظر حصتها ومكاسبها سواء في تركيبه النظام السياسي الجديد أو في توزيع الجغرافيا على القوى السياسية والسكانية، أو توزيع سوريا على الذين قدموا الحماية للنظام بما في ذلك مكاسب إعادة الإعمار.

إيران ومعها كل مخالبها وتحديدا حزب الله تنتظر أن يكون النظام السوري القادم من اتباعها لتكون سوريا جغرافيا تتبع النفوذ الإيراني، وهذا سينعكس بشكل مباشر على قوه حزب الله في المعادلة اللبنانية، وأيضا سيزيد من قوه اتباع إيران في العراق وفي كل الإقليم، ولهذا فإن التخوف الكبير أن تتكرر تجربة العراق وأن تفتح أميركا وربما معها روسيا الباب لإيران لأن تكون الرابح الأكبر من الأزمة السورية، وهو تخوف لا يتناقض مع ما نسمعه من تهديدات أميركية لإيران.

فما جرى في العراق كان أيضا في مرحلة الشد والتوتر بين أميركا وأوروبا وإيران، ولم يمنع كل ما كان من توتر وتصعيد من أن تكون إيران الرابح الأكبر من تلك المرحلة.

التعليقات معطلة.