مقالات

أيها المرابطون في فلسطين.. نفضوا أيديكم منهم ؟!

دكتور جمال المنشاوي
والضمير المستتر في العنوان يعود علي حكام المسلمين,ففاقد الشئ لا يعطيه , وجدية المواقف والصلابة فيها ليست بأمر مستحدث فيمن لم يمارسها يوماً ,قرار ترامب بنقل السفاره الأمريكيه للقدس ليس أمراً جديداً ولا مفاجئاً لهؤلاء الحكام من إدارة دأبت علي مدار حكمها وعلي إختلاف حكامها أن تمتهن العرب والمسلمين وتحتقرهم وتضغط عليهم ,وكلما زادت في إذلالهم كلما زادوا إنبطاحاً وخضوعاً, والقضيه ليست وليدة اليوم ففي عام 1980أعلن مناحم بيجين ضم القدس الشرقيه وإعتبار القدس الموحده عاصمه لأسرائيل وقال (هذه إرادة الله), وتبعها محاولات حرق الأقصي ومنع وسائل الإطفاء من الوصول إلي مكان الحريق بقطع المياه ومنع السيارات من الإنطلاق ,وإستمرار الحفر في محيطه وتحت أساسه لينهار من نفسه لإعتقادهم أنه مبني فوق هيكل سليمان ؟!.وكا خط الدفاع الأول هووقوف الناس البسطاء (أهل الرباط )عن الأقصي, وساعدهم بعض الشعوب الإسلاميه والعربيه بالدعم المعنوي, لكن لم يحرك ألأمر ساكناً وساكتاً من الحكام,وإستمرت الدول العربيه والإسلاميه في الخضوع لمن يدعم إسرائيل ويعطيها الدوافع والدعم لفعل ماتريد, بالدعم العسكري للتفوق علي جيرانها مجتمعين ,والدعم السياسي بإستخدام الفيتو لوصدر أي قرار من مجلس الأمن لإدانتها,والدعم الإقتصادي بتقديم المليارات لها وسد أي عجز في ميزانيتها ,بل سعت تلك الدول لكسب ود الكيان الصهيوني وفتح أبواب العلاقات معه لأنها تعلم أن هذا مفتاح قلب أمريكا.وجاءت سنة 1995 ليعلن الكونجرس الأمريكي الإعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل وتفويض الرئيس الأمريكي في نقل السفاره إليها في الوقت المناسب وأعطاه 6أشهر ليجدد هذا القرار, وبما إن كلينتون الرئيس الأمريكي أنذاك كان وسيطاً في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلم يشأ أن يتخذ قراراً بنقل السفاره,وأتبعه الرؤساء بوش الإبن وأوباما , حتي وصل ألأمر إلي ترامب الرئيس الحالي الذي وعد اليهود وألإنجيليين (عددهم 50 مليوناً) الذين ساعدوه في حملته الإنتخابيه ومنهم المليونير إدلسون الذي تبرع لترامب ب20مليون دولار,وعقيدتهم تقوم علي أن ظهور المسيح المخلص مرتبط بوجود القدس تحت سيطرة اليهود وبإيمانهم بالمسيح بعد أضطهادهم له في السابق , ولذلك إتصل البيت ألأبيض برالف مير ومارك إيفانس من زعماء الطائفه لإبلاغهم بقرار ترامب تقديراً لهم ووفاءاً بوعده ,أمر آخر من دواعي هذا القرار هو وجود مستشار ترامب وزوج إبنته كوشنير علي قمة العمل الدبلوماسي كوسيط في منطقة الشرق الأوسط وهو يهودي متعصب حتي إنه لم يقبل بزواج إيفانكا إبنة ترامب حتي أعتنقت اليهوديه ,والعامل الأهم في إتخاذ هذا القرارالآن والذي أجله الرؤساء ألأمريكيون السابقون هو حالة الضعف والتفكك والهوان التي تعاني منها الدول العربيه وهي العمود الفقري لأي مسانده أو عون للفبسطينيين بحكم الدين الواحد والجوار واللغه والعوامل التاريخيه التي تربط العرب بهذه القضيه المحوريه,فالعراق دٌمِرت بفعل فاعل,وسوريا كذلك ,ومصر تعاني من مشاكل داخليه كبيره أهمها تدهور الوضع ألإقتصادي وتحديات الإرهاب ,واليمن به قلاقل كبيره ,والسعوديه بها نظام جديد يواجه متغيرات كثيره ويهدده خطر إيراني علي حدوده الجنوبيه في اليمن ,ودول المغرب العربي منكفأه علي نفسها وتخشي أن يصيبها ما أصاب ألآخرين ,والأردن في مهب الريح ويخشي من تصدير مشكلة توطين الفلسطينيين به ,ولذا لم يكن غريباً أن نري رئيس لجنة القدس (ملك المغرب محمد السادس) متغيباً عن مؤتمر إستانبول المنعقد خصيصاً لمناقشه مشكلة القدس في مفارقه صادمه ,كذلك خادم الحرمين ملك السعوديه ,ورئيس مصر ,وتصادف وجود وفد بحريني بالقدس في نفس الوقت ,وتتناثر أخبار كثيره عن صفقة القرن أو صفقة العصر التي لا يعلم تفاصيلها أحد لكنها تنبئ بوضع جديد في المنطقه تضم إسرائيل كلاعب رئيسي وتصدير عدو جديد وتلميعه وهو إيران.إذن فالوضع العربي والإسلامي الرسمي لا ينبئ بخير فما هو الحل إذن.الحل في نظري والله أعلم أن يواصل المرابطون مقاومتهم وهم عراة الصدور حفاة ألأقدام قليلي الإمكانيات إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم ,وبأجرهم الذي لا يضاهيه أجر وهم يقابلون بصدورهم العاريه وحجارتهم التي( تعادل صواريخ وقنابل ومدافع الأنظمه التي تستخدمها فقط لقمع شعوبها) لهذا العدو المتجبر المتغطرس , والذي لا ينثني ولا ينكسر إلا بالثبات والمقاومه مهما كانت ضعيفة في ظاهرها كما وضح قبل ذلك في غزو غزه وفي فرض البوابات الإلكترونيه علي المصلين في ألأقصي, لكنهم تراجعوا بفضل الله ثم ثبات هؤلاءك العزل ,وأرجو ألا ينساقوا وراء المثبطين والمحّبطين والعملاء الذين يطلقون عليهم ألإشاعات مثل بيعهم لأرضهم, فهذه ترهات عفا عليها الزمن ومعلوم كنهة من يروجون لها.أيها المرابطون في أرض الرباط..إصبروا وصابروا ورابطوا واعلموا أن قلوب ودعوات من يعرفون قيمتكم معكم وتدعوا لكم , وأن حذاء أصغر طفل يرفع صوته بالتكبير والهتاف هو تاج علي رءوس الجميع الذين لا يستطيعون الوصول لكم ولا الوقوف بجواركم إلا بالدعاء والتشجيع ,وهو أفل القليل لمن نذروا أنفسهم للدفاع عن أمة خذلها حكامها ..لكن نصر الله قريب