مقالات

البقاء لمن يفكر ويبدع ويبتكر

فوزي رمضان

” طفرة رقمية تنتج ثورة الاقتصاد الرقمي، من غرفة منزلك تستطيع أن تدير أعمالك وتجني الأرباح، فقط امتلك المعرفة وهذا كل رصيد الاقتصاد الرقمي، فقط امتلك المعلومة، وتكون لك القدرة على المشاركة فيها واستخدامها وتوظيفها، وابتكارها بهدف تحسين نوعية الحياة، من خلال الاستفادة من خدمة معلوماتية ثرية وتطبيقات تكنولوجية متطورة، واستخدام العقل البشرى كرأس مال، ”
في إطار التطور اللامتناهي لمستحدثات العصر، ومن بين مجمل الإبداعات البشرية الهائلة، التي أفرزت لساكني الكرة الأرضية عوالم من الرفاهية، وخيالات مذهلة من التقددم العلمي، أطلقت من خلالها كوامن الابتكار والإبداع للعقل البشرى، لم يعاصر الإنسان منذ نشأة الكون، منجزات علمية مدهشة على مرمى الدهر، كما حدث في الخمسين عاما الماضية من عمر الكون، أجل وما للإنسان بد إلا التكيف وملاءمة منتج العصر، من تطور صنيع الفكر، وتقدم منجز الإبداع، ورفاهية قرين الابتكار.
لم يعلم منتجو ثورة البخار أو البلاستيك أو الكهرباء، أن هناك ماتعاظم على ثوراتهم، وما تجاسر على طفراتهم العلمية، حقا أنها الثورة الرقمية الداعية للإبهار والتي غيرت أنماط الحياة على وجه الأرض، من رحم العالم الرقمي كانت ثورة الإنترنت، تلك الشبكة العنكبوتية التي عششت على مسطح الأرض، وما تؤكده الأرقام أن هناك 3 مليارات شخص تظلهم الشبكة، وضعفهم يمتلكون أجهزة هواتف نقالة، ويتسنى لأصحاب العقول الذكية من البشر القول، كيف نستغل تلك الثورة العملاقة في تحقيق الثروات؟، حيث أغنياء اليوم، من هم يملكون المعلومة ويملكون الفكر والابتكار والإبداع.
طفرة رقمية تنتج ثورة الاقتصاد الرقمي، من غرفة منزلك تستطيع أن تدير أعمالك وتجني الأرباح، فقط امتلك المعرفة وهذا كل رصيد الاقتصاد الرقمي، فقط امتلك المعلومة، وتكون لك القدرة على المشاركة فيها واستخدامها وتوظيفها، وابتكارها بهدف تحسين نوعية الحياة، من خلال الاستفادة من خدمة معلوماتية ثرية وتطبيقات تكنولوجية متطورة، واستخدام العقل البشرى كرأس مال، وتوظيف الإنجاز العلمي لإحداث تغيرات في المحيط البيئي المعاش، ثورة تقوم على صناع معرفة، لديهم القدرة على التساؤل والربط مع منظومة بحث وتطوير، تسأل دائما كيف أستفيد وأفيد من حولي ؟ كيف ابتكر الخدمة التي تلون حياة البشر وتبسط دروبها.
اقتصاد رقمي اختطف العديد من اللاعبين الجدد، وبعيدا عن الاقتصاد التقليدي ظهرت انشطة جديدة تعتمد على المنصات الالكترونية، ومن اقتصاد تديره شركات كبرى، كتطبيق أوبر وكريم في مجال المواصلات العامة، والذي أصبح جزءا من حياة البشر، والذي فرض نفسه رغما عن أنف قوانين الدول، أيضا تطبيق أمازون وعلي بابا في مجال التسويق الإلكتروني، إلى مشاريع ناشئة على غرار الطهى وإرسال الوجبات إلى منازل طلابها على النت، أو لعب دور المشتري للملابس لصالح بعض العملاء الذين لايجدون وقتا، فضلا عن تقديم معظم الخدمات إلى حيث تطلب الخدمة وبشكل فوري، مما أوجد جملة من الوظائف الصغيرة والجديدة التي يقوم بها آلاف الأشخاص بالتزامن مع الوظائف التقليدية.
الاقتصاد الرقمي يعني بكل بساطة، التحول من الجهد العضلي، إلى الجهد الذهني ويعني تطبيق التقنيات الرقمية الحديثة في العمليات الاقتصادية وفي مختلف المجالات الإنتاجية والتنفيذية والإدارية، ويعني إرغام المؤسسات كافة على التجديد والإبداع، والاستجابة لاحتياجات المستهلك أو المستفيد من الخدمة، ويعني انتقال النشاط الاقتصادي، من إنتاج السلع إلى إنتاج الخدمات المعرفية التي تلبي رفاهية البشر واستثمار الوقت، ويعني تجاوز تجار الجملة في عملية توزيع المنتجات من مفهوم التوزيع التقليدي، إلى منظومة معلوماتية تربط بين المنتج والمستهلك، ويعني الاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال الفكري والمعرفي، ويعني أيضا ارتفاع دخول صناع المعرفة، كلما ارتفعت وتنوعت مؤهلاتهم وخبراتهم.
بعد ظهور المنصات الرقمية أصبح الأمر أكثر سهولة، حيث جميع الأطراف في تلك المنظومة، يعتمدون على أنفسهم فقط عليهم رسم معالم المشروع، والفئة المستهدفة، ومنتج الخدمة الذي يلبي شغف طلابها، وعرض كل التفاصيل أمام المستهلك، ويتم التواصل بسهولة ويسر، وليس مستغربا أن تجد تطبيقات طبيب للعلاج ، محامٍ للاستشارات القانونية وعالم دين للفتاوى الدينية، وتطبيق آخر للمطاعم وتوصيل الطلبات، وآخر للخدمات الحكومية المتنوعة، وكل هؤلاء في غالب الأمر يحصدون الأرباح مقابل تلك الخدمات السريعة جدا.
إنه اقتصاد الويب كما يطلقون عليه، حيث التجارة الإلكترونية وتبادل السلع والخدمات والمنتجات، وحيث التسوق الإلكتروني من خلال استخدام تكنولوجبا الاتصال، في تحقيق الأهداف التسويقية والوصول إلى المستهلك، وحيث الاستثمار الإلكتروني، من خلال الاستفادة من إمكانيات الشبكة العنكبوتية، وما توفره من معلومات هائلة، في اتخاذ القرارات الخاصة في مجال عالم التجارة والأعمال، نعم إنه الاقتصاد الرقمي الذي يسهم بما يفوق 70مليارا في منطقة الشرق الأوسط فقط رغم حداثة دول المنطقة من التعامل في هذا المجال.
ولاعجب أن الأفراد أنفسهم يساهمون في قيادة التحول الرقمي، من حيث معدلات الاعتماد على الهواتف الذكية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ورغما عن ذلك فإن الشركات والحكومات، لم تغتنم الفرصة للتحول الرقمي بشكل كامل حتى الآن، لكن كل الشواهد تؤكد أن لا مستقبل للدول بدون الاقتصاد الرقمي، ولابقاء للبشر من دون الفكر والابتكار والإبداع.