مقالات

الجيش السوري في عفرين لمصلحة الجميع .. ماذا عن إدلب؟

 
كمال خلف
معركة عفرين حيث الجيش التركي يسعى لاحتلالها ، تدخل منعطفا جديدا بعد أن أعلن مصدر كردي يرجح انه من قادة وحدات حماية الشعب الكردية ترحيبه بدخول الجيش السوري إليها . بعض المصادر الكردية نفت هذه الأنباء تماما . ولكن هذا النفي الصادر من قيادات خارج عفرين لا يغير في واقع الأمور . فموافقة وحدات حماية الشعب تمت بعد مفاوضات جرت مع الحكومة السورية منذ أن أعلنت تركيا نيتها الهجوم على عفرين ، وها هم اليوم الكرد يصلون إلى قناعة بضرورة الموافقة الفورية على هذا العرض . في ضوء المشهد الذي بات واضحا أمام أعينهم .
الولايات المتحدة كما هو متوقع ومكرر تخلت عن كرد عفرين ، وقال وزير خارجيتها أن الولايات المتحدة تسلح الكرد وتقف معهم في مواجهة تنظيم داعش فقط . و قد أعلنت قبل ذلك ان عفرين لا تشكل منطقة مهمة لها والقصد أن اهتمام واشنطن منصب على مناطق شرق الفرات فقط حيث حقول النفط والغاز والقطن والقمح والسلة الغذائية لكل سوريا .
أما روسيا فسحبت وحداتها من عفرين ، وأيدت ضمنا أنقرة في هجومها ، بعد أن رفض الكرد انتشار الجيش السوري في المنطقة لتترك الكرد إلى المواجهة التي اختاروها .
وبناء عليه وجد الكرد أنفسهم لوحدهم في مقابل الجيش التركي وما يسمى فصائل الجيش الحر التي تعمل بأمرة أنقرة . فلم يكن منهم إلا أن لجؤا إلى العرض السابق بدخول وحدات الجيش السوري إلى عفرين. وهذا بمنطق الأمور سيؤدي إلى وقف العملية العسكرية التركية في عفرين ، لأن قادة تركيا قالوا صراحة أن جيشهم لن يدخل في مواجهه مع الجيش السوري ، أو الروسي أو الأمريكي في سوريا . ولأن ذريعة القلق التركي من قيام دولة كردية على حدودها تكون قد سحبت مع تسلم الجيش السوري للمنطقة . ستقبل تركيا انتشار الجيش السوري في عفرين أمام قوة الأمر الواقع ، كما قبلت ذلك بنفس الطريقة في حلب . وربما هذا سينطبق على إدلب ، مع احتفاظ تركيا بحزام حدودي تضع فيه القوات المسلحة من الفصائل السورية التابعة لها إلى حين دمجهم بالحل السياسي الشامل في سوريا .
ليس هذا فحسب إنما التطور البارز يكمن في الخيارات الكردية التي ستذهب لمنطق الأنضواء إلى المسار السياسي في إطار الدولة السورية الواحدة ، وربما الخطوة الأولى ستكون من خلال مشاركتهم في محادثات سوتشي أواخر هذا الشهر وبقبول تركي طالما أن فكرة الدولة الكردية المستقلة في شمال شرق سوريا ستتراجع في أذهان الساسة الكرد . وهذا باعتقادنا قرارا كرديا سيتبلور بشكل أكثر وضوحا بعد وقف القتال في عفرين .