الحرس الثوري الإيراني… قوة عسكرية ونفوذ سياسي

1

يضم 125 ألف مقاتل وأنشئ لحماية النظام الديني الشيعي وله مصالح اقتصادية واسعة وفيلق القدس هو ذراع التجسس الخارجية

 رويترز 

الحرس الثوري الإيراني له نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية (رويترز)

شنت الولايات المتحدة ضربات جوية أمس الجمعة في العراق وسوريا ضد أهداف على صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي تدعمها طهران، وذلك رداً على هجوم ألقي باللوم فيه على كتائب “حزب الله” العراقية المدعومة من إيران وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وفي ما يلي بعض الأسئلة والأجوبة عن الحرس الثوري، القوة العسكرية المهيمنة في إيران، بقواته البرية والبحرية والجوية وجناحه الاستخباراتي.

ما هي قوات الحرس الثوري؟

تشكل الحرس الثوري عقب قيام الثورة الإيرانية عام 1979 لحماية النظام الديني الشيعي الحاكم وتوفير ثقل مقابل للقوات المسلحة التقليدية.

ويتبع الحرس الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية. ويقود الحرس أيضاً ميليشيات “الباسيج”، وهي قوة من المتطوعين موالية للمؤسسة الدينية وتستخدم في كثير من الأحيان لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ونفذت قوة “الباسيج” هجمات “الموجات البشرية” على القوات العراقية خلال حرب الثمانينيات. وفي زمن السلم، تفرض القوانين الاجتماعية الإسلامية في إيران. ويقول محللون إن متطوعي الباسيج قد يصل عددهم إلى الملايين، منهم مليون عضو نشط.

وفيلق القدس هو ذراع التجسس الخارجية وشبه العسكري للحرس الثوري الإيراني الذي يؤثر بشدة في الجماعات المسلحة المتحالفة معه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى سوريا. ويقاتل أعضاؤه لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية ودعموا قوات الأمن العراقية في معركتها ضد تنظيم “داعش” في السنوات القليلة الماضية.

وقتلت الولايات المتحدة قائد الفيلق، الجنرال قاسم سليماني بهجوم بطائرة مسيرة في العراق عام 2020. وأثار مقتله مخاوف من اندلاع صراع كبير. وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني في وقت لاحق إن قتل جميع القادة الأميركيين لن يكفي للانتقام لاغتيال سليماني.

وعلى مدار سنوات سعى الحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية وتفرض عليه عقوبات إلى تشكيل الشرق الأوسط وصياغته بصورة تخدم مصالح طهران. وعلى سبيل المثال، أسس “حزب الله” اللبناني في عام 1982 لتصدير الثورة الإسلامية الإيرانية ومحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في العام نفسه.

و”حزب الله” يمثل الآن قوة عسكرية كبيرة تلعب دوراً في الصراعات الإقليمية.

ما هي قدراته العسكرية؟

يشرف الحرس على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي يعتبره متخصصون الأكبر في الشرق الأوسط.

واستخدم الحرس هذه الصواريخ في هجمات ضد المسلحين في سوريا وجماعات إيرانية كردية معارضة في شمال العراق. وألقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والسعودية باللوم على إيران في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة عام 2019 أدى إلى تعطيل أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في السعودية. ونفت إيران أي تورط في الهجوم.

وأشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى برنامج إيران الصاروخي بوصفه واحداً من الموضوعات التي لم يتناولها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال إنه انسحب من الاتفاق لهذا السبب عام 2018.

ويمتلك الحرس الثوري كثيراً من معدات القتال التقليدية وقدرات ظهرت خلال مشاركته في الصراعين بسوريا والعراق.

ما موقعه في النظام السياسي؟

يشغل ضباط الحرس الثوري السابقون مناصب رئيسة في المؤسسة الإيرانية، من الحكومة إلى البرلمان. ومعظم أعضاء حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي هم ضباط سابقون في الحرس الثوري الإيراني.

وكان تفويض الحرس الثوري بحماية مبادئ الثورة يدفعه إلى التحدث عندما يشعر بأن النظام معرض للخطر.

ماذا عن مصالحه في قطاع الأعمال؟

بعد حرب العراق في الثمانينيات، شارك الحرس الثوري بقوة في عمليات إعادة الإعمار في إيران ووسع نطاق مصالحه الاقتصادية لتشمل شبكة واسعة من الشركات بدءاً من مشروعات النفط والغاز وانتهاء بالتشييد والاتصالات. وتقدر مصالحه الاقتصادية بمليارات الدولارات.

التعليقات معطلة.