عالمية

روسيا تطلب اجتماعا لمجلس الأمن بعد ضربات أميركية لسوريا والعراق

دانت وزارة الثقافة في دمشق قصفاً قرب موقع أثري وبغداد تستدعي القائم بالأعمال الأميركي

وكالات  

دعا ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة اليوم السبت إلى اجتماع “طارئ” لمجلس الأمن الدولي في شأن الضربات الأميركية في سوريا والعراق.

وقال دميتري بوليانسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، “طالبنا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تهديد السلام والأمن الناجم عن الضربات الأميركية على سوريا والعراق”.

بدورها، نددت وزارة الثقافة السورية بالضربات الأميركية، والتي ألحقت وفق وسائل إعلام محلية أضراراً بموقع أثري في محافظة دير الزور.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس الجمعة أنها شنت “بنجاح” ضربات انتقامية استهدفت في كل من العراق وسوريا قوات إيرانية ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن من أن هذه الضربات “ستستمر”.

ودانت وزارة الثقافة في بيان عبر صفحتها على “فيسبوك”، “بأشد العبارات القصف الأميركي الهمجي على قلعة الرحبة الأثرية الواقعة على نهر الفرات في منطقة الميادين”، والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الميلادي التاسع، بحسب الوزارة. وأضافت أن القصف مخالف “لكل الأعراف والمواثيق الدولية الداعية إلى حماية واحترام الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح”.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن المدير العام للآثار والمتاحف نظير عوض قوله إن “الأضرار تمثلت في حدوث تصدعات وتشققات بجدران القلعة”، لافتاً إلى أنه “لا يوجد حتى الآن إحصائية دقيقة لحجم الأضرار كافة”.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع بمقتل “عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة” جراء الضربات.

ضربات أميركية

شنت الولايات المتحدة غارات جوية داخل العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بـ “الحرس الثوري الإيراني” والفصائل التي تدعمها طهران، وسط أنباء عن مقتل نحو 40 شخصاً، وذلك رداً على هجوم استهدف قوات أميركية وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود.

والضربات التي شملت استخدام قاذفات “بي-1” بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، هي الأولى في رد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الهجوم الذي نفذه مسلحون مدعومون من إيران مطلع الأسبوع الماضي على قاعدة في الأردن.

واستدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي، وقالت قوات “الحشد الشعبي” العراقية، وهي قوة أمنية تابعة للدولة وتضم جماعات مدعومة من إيران، إن 16 من عناصرها قتلوا بينهم مسلحون ومسعفون، فيما أصيب 36 آخرين، كما قالت الحكومة العراقية في وقت سابق إن هناك مدنيين من بين 16 قتيلاً سقطوا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي يقدم تقارير عن الحرب في سوريا، إن الغارات هناك أسفرت عن مقتل 23 شخصاً كانوا يحرسون المواقع المستهدفة، موضحاً أن “10 منهم قتلوا في دير الزور و13 في الميادين” شرق البلاد، مضيفاً أن تسعة من القتلى سوريون وستة عراقيون، بينما لم يبلغ عن سقوط قتلى مدنيين.

وقال مدير العمليات بهيئة الأركان الأميركية المشتركة اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة الفصائل، وذكر أن الضربات نُفذت مع العلم باحتمال سقوط قتلى بين الموجودين في المنشآت.

الموقف العراقي

أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي اليوم السبت مقتل 16 شخصاً في الأقل وإصابة 23 آخرين بينهم مدنيون بالضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مقار تابعة لفصائل عراقية موالية لإيران قرب الحدود مع سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال العوادي في بيان إن “هذه الضربة العدوانية ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية”، مضيفاً “عمد الجانب الأميركي إلى التدليس وتزييف الحقائق عبر الإعلان عن تنسيق مسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب”.

وكان البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة أبلغت العراق قبل شن الضربات الجوية على مواقع تخص فصائل داخل البلاد، وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “أبلغنا الحكومة العراقية بالفعل قبل شن الضربات”.

وفيما أعلنت “المقاومة الإسلامية” في العراق عبر بيان لها اليوم السبت أنها استهدفت قاعدة “الحرير الجوية” التي تستضيف قوات أميركية شمال البلاد، قالت ثلاثة مصادر أمنية لـ “رويترز” إنه لم يرصد أي هجوم على قاعدة “الحرير الجوية” التي تستضيف قوات أميركية شمال العراق.

وشن الجيش الأميركي أمس الجمعة غارات جوية داخل العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفاً على صلة بـ “الحرس الثوري الإيراني” والفصائل التي تدعمها طهران، رداً على هجوم بطائرة مسيرة وقع شمال شرقي الأردن مطلع الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض “نجاح” الضربات، وقال إن المقاتلات الأميركية المشاركة في هذه العملية أطلقت “أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو 30 دقيقة” على سبعة مواقع مختلفة، ثلاثة في العراق وأربعة في سوريا ثم غادرت المقاتلات المناطق المستهدفة، وفق الجيش الأميركي.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تعرض الجيش الأميركي لأكثر من 160 هجوماً داخل العراق وسوريا والأردن بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية.

ويطلق الحوثيون في اليمن طائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر في ما يقولون إنه دعم للفلسطينيين ضد إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول عبر بيان إن “هذه الضربات تعد خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية وتهديداً يجر العراق والمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”.

واتفقت بغداد وواشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات بخصوص مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع إطار زمني للانسحاب على مراحل للقوات، وإنهاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم “داعش”.

استهداف مناطق حدودية عراقية

وقد تزيد هذه الضربات تعقيدات وجود القوات الأميركية في العراق، وقال الجيش العراقي إن الضربات استهدفت مناطق حدودية عراقية، محذراً من أنها قد تشعل عدم الاستقرار في المنطقة.

وأفاد مصدران أمنيان عراقيان بأن الضربات استهدفت مواقع فصائل مسلحة موالية لإيران غرب العراق، خصوصاً منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا.

وتحدث مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته عن “استهداف أحد مقار الفصائل ضمن منطقة القائم”، لافتاً إلى أن المستهدف في الضربة هو “مخزن للسلاح الخفيف، بحسب معلومات أولية”.

واستهدفت ضربة ثانية مركز قيادة للعمليات تابعاً لـ “الحشد الشعبي” (تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية) في منطقة العكاشات الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود.

وأكد مسؤول في “الحشد الشعبي” وقوع عدد من الإصابات في صفوفه إثر قصف أميركي على أحد المواقع في منطقة العكاشات.

وأفادت مصادر محلية بإصابة أربعة مقار تابعة لكتائب “حزب الله العراقي” في مدينة القائم الحدودية العراقية مع سوريا بينها مخزن أسلحة، مضيفة أن نداءات في مساجد مدينة القائم طالبت الأهالي القاطنين قرب مواقع تابعة لـ “الحشد الشعبي” بإخلاء منازلهم.

سوريا تندد

وفي السياق نددت الخارجية السورية بالهجوم الأميركي على أراضيها، وأعلنت أن الولايات المتحدة تؤجج الصراع في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بياناً لوزارة الدفاع أفاد بمقتل “عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة”.

وأضاف البيان أن “احتلال القوات الأميركية أجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر”، مؤكداً استمرار القوات السورية في حربها “ضد الإرهاب حتى القضاء عليه وتحرير كامل الأراضي من كل إرهاب واحتلال”.

كما دانت دمشق اليوم السبت “الانتهاك الأميركي السافر”، وقالت إنها “ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأميركية لتبرير هذا الاعتداء”.

ورأت وزارة الخارجية السورية في بيان أن “ما ارتكبته واشنطن يصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطر للغاية”، مشيرة إلى أن “هذا الانتهاك الجديد لسيادة البلاد يندرج ضمن سلسلة الانتهاكات التي دأبت الولايات المتحدة على ارتكابها في سوريا”.

إيران وروسيا تدينان

من جانبها دانت إيران بشدة الضربات الليلية التي شنتها الولايات المتحدة، منددة بـ “انتهاك سيادة سوريا والعراق”، بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية.

وقال المتحدث ناصر كنعاني عبر بيان اليوم السبت إن “هجوم الليلة الماضية مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الأميركيين سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة”، من دون أن يوضح ما إذا كان إيرانيون قد قتلوا في هذه الضربات.

كما هون السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “فارس” شبه الرسمية، من شأن الضربات الجوية، ونفى إصابة أهداف مرتبطة بإيران قائلاً إن هدفها هو “تدمير البنية التحتية المدنية في سوريا”.

بدورها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن بلادها تندد بالضربات الجوية الأميركية في العراق وسوريا، مضيفة أن مجلس الأمن الدولي يجب أن ينظر في هذه المسألة.

وتابعت، “من الواضح أن الضربات الجوية مصممة عمداً لزيادة تأجيج الصراع، فمن خلال مهاجمة منشآت الجماعات التي يزعم أنها موالية لإيران في العراق وسوريا من دون توقف تقريباً، تحاول الولايات المتحدة عمداً جر أكبر الدول في المنطقة إلى الصراع”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “واشنطن الواثقة من عدم إمكان محاسبتها تواصل زرع الفوضى والدمار في الشرق الأوسط”.

كذلك دانت حركة “حماس” الضربات الأميركية مؤكدة أن واشنطن تقوم بـ “صب الزيت على النار” في الشرق الأوسط، وأضافت “نؤكد أن المنطقة لن تشهد استقراراً أو سلاماً إلا بوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا في قطاع غزة”.

الحلفاء يدعمون “حق الرد”

وفي المقابل وصفت بريطانيا الولايات المتحدة اليوم السبت بأنها “حليف راسخ”، وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات التي تتعرض لها.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان إن “المملكة المتحدة والولايات المتحدة حليفتان راسختان، ولن نعلق على عملياتهم ولكننا ندعم حقهم في الرد على الهجمات”.

وأضاف، “نندد منذ فترة طويلة بنشاط إيران المزعزع للاستقرار في أنحاء المنطقة، بما في ذلك دعمها السياسي والمالي والعسكري لعدد من الجماعات المسلحة”.

من جانبها أعلنت بولندا اليوم السبت أن الضربات الانتقامية الأميركية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا حدثت لأن وكلاء إيران “لعبوا بالنار”.

وصرح وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، “لقد لعب وكلاء إيران بالنار لأشهر وأعوام، والآن النار تحرقهم”.

الضربات لم تستهدف أي مواقع داخل إيران

ويعتقد أن الضربات ليست سوى موجة أولى من رد إدارة الرئيس جو بايدن على هجمات مطلع الأسبوع الماضي نفذها مسلحون مدعومون من إيران.

ولم تستهدف الضربات الأميركية أي مواقع داخل إيران، لكن يرجح أن تذكي مخاوف تصاعد التوتر في الشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة “حماس” في غزة.

وقال الجيش الأميركي في بيان إن الضربات قصفت أهدافاً تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة ومنشآت لوجستية وسلاسل إمداد ذخيرة.

وأضاف الجيش أن الضربات شملت استخدام قاذفات “بي-1” الطويلة المدى التي انطلقت من الولايات المتحدة.

واستهدفت الضربات “فيلق القدس”، الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية والذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك نفوذاً قوياً على الفصائل المتحالفة معه في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان والعراق واليمن وسوريا.

وأفاد سكان بأن غارات عدة أصابت حي السكك في مدينة القائم بالعراق، وهو منطقة سكنية قال مواطنون إن جماعات مسلحة تستخدمها أيضاً لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة، كما قالت مصادر محلية إن المسلحين غادروا المنطقة واختبأوا خلال الأيام التي تلت الهجوم في الأردن.

مقتل 18 عنصراً موالياً لإيران

وفي سوريا ذكرت مصادر محلية أن الضربات شملت المراكز المتوزعة في بادية الميادين والبوكمال وريفيهما، حيث شاهد سكان محليون أربع جولات من القصف شنتها الطائرات الأميركية على مراكز الفصائل التابعة لإيران في كل من منطقة مزارع الحيدرية ومزار “عين علي” قرب القورية بريف دير الزور، كما بقيت الطائرات الأميركية تحلق في سماء المنطقة لساعات مع إلقاء قنابل ضوئية في سماء المنطقة.

كما أكدت تلك المصادر استهداف مستودعات للذخيرة تابعة للميليشيات الواقعة غرب دير الزور، وسيارة محملة بالذخائر قرب البوكمال، إضافة إلى مراكز داخل مدينة الميادين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الميليشيات الموالية لإيران تشهد ارتباكاً كبيراً في صفوفها “بسبب نقص المعلومات الاستخباراتية لديها عن الأماكن المتوقعة للاستهداف ومدى جاهزيتها لاستيعاب حجم الضربة الأميركية”، في حين انقطعت الكهرباء بصورة كلية عن مدينة دير الزور وريفها عقب الغارات الأميركية.

وعلى الضفة الشرقية من نهر الفرات استهدفت قاعدة “حقل كونيكو” التابعة للقوات الأميركية بقذيفتين صاروخيتين، وبحسب الأنباء فإن حريقاً شب في المكان من دون ورود معلومات عن إصابات في صفوف القوات الأميركية التي كانت في حال استنفار في المنطقة.

مزيد من الضربات المتوقعة

وكان هجوم الأردن هو أول هجوم يسقط فيه قتلى من القوات الأميركية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وشكل تصعيداً كبيراً في التوتر.

وقال مسؤولون أميركيون لـ “رويترز” إن الولايات المتحدة قدرت أن الطائرة المسيرة التي قتلت الجنود الثلاثة إيرانية الصنع.

وقال بايدن في بيان “ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها”.

وفي وقت سابق أمس الجمعة حضر بايدن وقادة في وزارة الدفاع مراسم وصول رفات الجنود الأميركيين الثلاثة إلى “قاعدة دوفر” للقوات الجوية في ديلاوير.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بايدن أصدر تعليمات بمزيد من التحرك ضد “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات المرتبطة به، مضيفاً “هذه بداية ردنا”.