مقالات

السعودية وإيران وسوريا ولبنان.. بين الواقع والأوهام والأبواق..

بقلم : سامي كليب

تعلمنا في هذا الشرق أن نعتمد على مشاعرنا وغرائزنا في تحليل السياسة، وتحول الكثير من المحللين الى أبواق يمدحون هذا ويشتمون ذاك وتضيع الحقيقة.
فماذا لو قاربنا حروب المنطقة من منظور الواقعية السياسية، هل تبقى الامور على ما هي عليه؟ أكيد لا ، وهذه هي الأسباب:
* بعد ٧ سنوات من الحرب في سوريا وعليها، ها هي روسيا وأميركا تصدران بيانا مشتركا يؤكد اتفاقهما لا خلافهما. هذا يعني أن قرار انهاء الحرب السورية هو قبل كل شيء قرار روسي أميركي استند طبعا الى صمود سوريا وحلفائها وتضحياتهم الكبيرة. لكن لو لم يشأ اي من الطرفين انهاء الحرب فلن تنتهي. هل انتهت اسطورة داعش بالصدفة في العراق وسوريا؟
*رغم كل التوتر الكبير بين السعودية وايران، فان روسيا وأميركا بقيتا صامتتين تماما على كل ما قام به حتى الان محمد بن سلمان الذي كان قد زار واشنطن وموسكو قبل فترة قصيرة من “ثورته” الداخلية التي كادت تتحول الى انقلاب دموي. هذا يعني أن كل الضجيج الاقليمي لا يساوي شيئا. فموسكو وواشنطن تريدان محمد ملكا مقبلا .
نقطة على السطر
* ايران كانت وستبقى عامل القلق الوحيد الكبير في المنطقة “لاسرائيل” مع حليفها حزب الله…لا اعتقد أن ايران ستذهب حتى الحرب لفرض واقع جديد، هي بارعة في التفاوض، وسوف تجد مع حليفتها روسيا مخرجا امنيا وسياسيا لا يقلب شيئا في معادلة الشرق الاوسط… أي ان روسيا وأميركا ستفرضان في نهاية المطاف حلا سياسيا يبعد الخطر المباشر عن الحدود الاسرائيلية.
* لا اعتقد أن محمد بن سلمان سيبدا عهده كملك بحرب كبيرة ومدمرة في المنطقة لمواجهة ايران. ان كل الضجيج القائم حاليا هو تمهيد لتسوية مع طهران لكنه يأمل ان يصل الى هذه التسوية بعد ضغط اقتصادي وعقوبات تضعف الدور الايراني في المنطقة، لذلك فهو سيضغط في لبنان والعراق كي يربح في اليمن بعدما خسر سوريا.
* لا اعتقد ان رئيس حكومة لبنان سيخرج من جلده السعودي مهما حصل على دعم من محور الممانعة والمقاومة… ما قاله عن حزب الله وايران سيكرره قريبا. هذا جزء من لعبة الصراع في المنطقة، وهي لعبة لم تنته بعد كي يحصل تحول كبير.. فالسعودية التي اختارت رفيق الحريري زعيما، ثم قبلت بابنه سعد الحريري رئيسا للحكومة، تستطيع ان تخترع زعيما آخر باقل من يومين في لبنان لو قررت طي صفحة آل الحريري… السعودية كانت وستبقى صاحبة دور مهم في لبنان لانها تمثل شريحة واسعة تتخطى الحريري…
هذه هي الواقعية ….وليغضب من يريد أن يغضب ……