مقالات

الصدام الروسي الامريكي القادم.. رؤية في التوقعات!

بقلم : باقر الزبيدي

يهمني التاكيد ان العدوان الثلاثي الذي تعرضت له سوريا عكس العنجهية التي تمتع بها قادة العدوان ورغبة شديدة في ابتزاز دول الخليج العربي ماليا ونفطيا ومواقف سياسية لصالح تل ابيب!.
لكن المخزي حقا المواقف المتبانية التي ظهرت في القمة العربية التي عقدت في مدينة الظهران السعودية حيث لم تدن العدوان الثلاثي ولم تشر إلى من خرق للسيادة السورية والعربية ومن قلق عربي واسلامي ودولي عارم وكأن الصراع في سوريا لم يكن منذ سبع سنوات مؤامرة على السيادة ومخططا يستهدف تفتيت وتفكيك الدولة والحياة والمجتمع!.
ان ضربة امريكية قادمة على سوريا ستهيأ الارضية لعمليات واسعة تستهدف القواعد الأمريكية وفريق المستشارين الامريكيين والسفارات والقنصليات الامريكية في العالم.
على المستوى السوري.. لم تعد الساحة السورية سورية بل هي ساحة روسية ايرانية لبنانية ومجموعات المقاومة الاسلامية.
لقد تحولت الساحة السورية بفعل وجود هذه القوى والتحالفات خزانا من الاسلحة والمقاتلين وفيها وجود هائل لصواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول الى اماكن وجود حاملات الطائرات والبارجات الامريكية الراسية في المتوسط اضافة إلى اهداف نوعية منتخبة في إسرائيل!.
كذلك ستسبب الضربة هروب عشرات الالاف من العائلات اليهودية من تل أبيب عبر السفن والطائرات المدنية وهو دليل هلع وخوف من جبهة حزب الله وصواريخه في استهداف المواقع المدينة والعسكرية والتجمعات الإسرائيلية على الارض!.
هذه الأجواء ستمنح حماس والجهاد الإسلامي وسائر فصائل الثورة الفلسطينية فرصة تاريخية ونوعية في الالتحاق بركب تحالف سوريا روسيا ايران والقوى الاسلامية ردا على قتل عشرات الشهداء الفلسطينيين الأبرياء في الايام الماضية باطلاق مجموعات من حزم صواريخ القسام على اهداف نوعية إسرائيلية!.
في المستوى الايراني ورده الستراتيجي.. ان طهران تمتلك صواريخ بعيدة المدى تمكنها من الوصول الى كافة المدن الإسرائيلية بما فيها مفاعل كريات شمونة الشهير والمعسكرات ومخازن السلاح ومراكز النشاط الامني والعسكري والبحثي الإسرائيلي كما ان تلك الصواريخ ستكون قادرة على تشكيل تهديد حقيقي للدول المتعاونة مع إسرائيل في منطقة الخليج العربية والقواعد الاجنبية الموجودة على الساحة العربية والاسلامية!.
واظن ان مضيق هرمز وباب المندب وممرات اخرى سيتم غلقها بعد نشر مساحات من الألغام المتطورة في طريق السفن العسكرية الأمريكية العابرة ولن تكون المعسكرات الامريكية والبريطانية في العديد والامارات والبحرين والسعودية في الظهران “حيث عقدت القمة العربية” والمواقع النفطية بمنأى عن رشقات الصواريخ الايرانية وهجمات مسلحة يقودها الحوثيون في اليمن وقد تشارك صواريخ “صمود” اليمنية في استهداف صواريخ وبوارج العدوان ومدن متعاونة مع اسرائيل!.
هذا التطور سيشعل اسعار النفط في الاسواق العالمية!.
وفي ظني ايضا ان القواعد الامريكية في المحيط الهادي وكوريا الجنوبية واليابان ستتعرض إلى ضربات تدميرية من قبل الصواريخ الروسية في مناطق جنوب روسيا ما يعطي الفرصة للزعيم الكوري اخذ ثأره عبر اعادة الفرع الكوري الجنوبي ” الى اصله الشمالي عبورا إلى تحقيق حلمه التاريخي في توحيد الكوريتين!.
اضافة إلى استهداف قاعدة غراهام الامريكية التي تعتبر اكبر قاعدة عسكرية نووية امريكية في المحيط الهادي.
كما سينشط المحور الصيني الكوري الهندي ودول امريكا الجنوبية وستكون تلك المواجهة فرصة للخلايا الداعشية والقاعدية والاخوانية النائمة في أوربا وامريكا للتحرك.
عندها سنكون امام مشهد كوني لحرب عالمية ثالثة واعادة رسم خارطة العالم!.
MY