منوعات

المدينة الملونة مشروع مصري يرسم الفرح على جدران الفقراء

 
 
وسّعت الحكومة المصرية من قاعدة المناطق المستهدفة من مشروع المدينة الملوّنة الذي يعمل على طلاء منازل الفقراء بألوان زاهية في عدد من القرى، بهدف إخفاء الجدران الرمادية التي تسبب الكآبة، واستبدالها بأخرى ذات أشكال جمالية ورسومات تثير السعادة والبهجة.
 
 
 
وتقوم فكرة مشروع المدينة الملوّنة على اختيار منطقة سكنية بشكل عشوائي، معروفة بلون مبانيها الرمادي ويسكنها أناس لا يستطيعون طلاءها بألوان مبهجة، حيث يعمل فريق من أساتذة كليات الفنون الجميلة والتربية النوعية برفقة مجموعة من الشباب والطلبة على تزيين هذه المنازل بشكل مبهج.
 
 
وأدرجت وزارة الشباب والرياضة بوصفها صاحبة المشروع عدة مدن في 3 محافظات جديدة ضمن الأماكن المقرر بأن تستفيد من الفكرة، بعد أن كان المشروع مقتصرا على قرى محافظات جنوب مصر.
 
 
 
وقال مسؤولون إن مشروع المدينة الملونة، يهدف إلى إضفاء شكل جمالي على منازل المدن والقرى المهمشة، وينشر الثقافة والفن بين الناس، وتحديدا بين أفراد الطبقة الفقيرة، كي تعتاد على الأشكال الجمالية وتذوّق الفن مع الوقت.
 
 
وتعاني الكثير من منازل الطبقة الضعيفة في مصر، من اندثار اللون الجمالي وسيطرة الألوان الداكنة، وهو ما يسعى القائمون على إدارة المشروع إلى تغييره، من خلال طلاء جدران هذه المنازل بألوان تضفي نوعا من البهجة والسعادة على وجوه المارة والسكان.
 
 
 
ولا يكتفي أعضاء مشروع المدينة الملونة بتغيير الألوان فقط، بل يتخطى ذلك إلى إنجاز رسومات جمالية على الجدران والنوافذ والأبواب.
 
 
 
وهناك قسم خاص بالفنون داخل وزارة الشباب والرياضة المصرية، يقوم بالتواصل مع أساتذة كليات الفنون الجميلة والتربية النوعية بالمحافظة المستهدفة، للاتفاق معهم على المشاركة في المشروع، باعتبار أنهم أكثر احترافية في اختيار الألوان وتنسيقها.
 
 
 
وقال ماجد عجيب، عضو في هيئة المشروع، إن الفكرة تهدف إلى إحداث تغيير في كيفية إدراك السكان لمدينتهم بصريا، وتحويلها من مجرد مكان كئيب إلى بيئة يشعّ منها الجمال والمناظر المبهجة.
 
 
 
وأضاف عجيب أنه تتم الاستعانة بخبرات فنية شبابية لديها هواية الرسم لإضفاء نوع من البسمة والتفاؤل على وجوه سكان هذه المناطق، وجميع المشاركين في هذا العمل يكونون في قمة السعادة عندما تنعكس أعمالهم على الحالة المزاجية لأصحاب المنزل.
 
 
 
وأفادت داليا حبيب، من بين أعضاء فريق المشروع بمحافظة بورسعيد “نريد أن نرسخ في عقول هذه الفئة أن الألوان والرسومات أسهل طرق للسعادة وراحة النفس.. ابتعدوا عن الألوان الكئيبة والمحبطة واختاروا أخرى تشع بهجة وسرورا وتريح العيون.. نريد مدنا زاهية بأشكال زاهية مهما كانت الظروف المعيشية، هكذا نبحث”. وأكدت أن الاستثمار الأكبر في هذا المشروع هو تغيير نظرة الناس لقيمة الألوان، وأن تصبح الرسومات على الجدران من الفنون التي يمكن أن تغيّر حياة الأشخاص إلى واقع أفضل”.