حسن فليح /محلل سياسي
تغيير اسم التيار الصدري الى “التيار الوطني الشيعي” هل هي خطوة بالاتجاه الصحيح ام ماذا؟ جميع التيارات والاحزاب الدينية تنطلق من عقد موروثة وعادتاً ماتكون بعيدة عن المفاهيم الوطنية النقية ، نعم التيار الصدري تيار وطني بلا شك ، وتحت الوصف المذهبي وهذا هو واقع حاله ، ولكن ربط المذهبية الطائفية بالوطنية مسألة فيها نظر ، مطالب التيار بتفسيرها لعموم العراقيين ، كنا نتأمل من التيار الصدري ان يذهب الى الفضاء الوطني الارحب والاشمل وان لايكون منزوي تحت المسميات الضيقة والمذهبية ويغادر الفضاءات النافذة لعموم العراقيين ، كونه تيار سياسي ،
والسياسة كمايقال عنها هي
“فن الممكن” وليس ان يتحول الى تيار يدعوا الى المذهبية ويصبح واحد من الكثيرين من احزاب الاسلام السياسي التي حاولت تسييس المذاهب وحولتها الى احزاب مذهبية وهذا تشويه للمذاهب قبل ان يكون مدعاة للفخر ، مشكلة العراقيين الان مع التجربة المريرة التي عاشها الشعب خلال ال20 سنه الماضية مع العملية السياسية سيئة الصيت والتي جائت برعاية امريكية، بعد ان حاولت ان تجعل من الاحزاب والتيارات الطائفية متبنين للعمل الديمقراطي وذلك عن قصد متعمد ، في حين انها تعلم جيدا ان الديمقراطية والطائفية نقيضان لايجتمعان !! وتلك واحدة من اهم اسباب الفشل التي عشناها طيلة الفترة الماضية ، عمر الطائفية السياسية لم تبني وطن ، ودائما ماتكون ممزقة لاشلاء الشعب والبلاد ومساهمة مساهمة جدية في تحطيم الوطن ، نتمنى من التيار الصدري اعادة النظر بالتسمية ويجعل من التيار اكثر مؤهلاً لقيادة العمل الوطني وتشكيل جبهة عريضة مؤمنة بالعراق “فوق جميع المسميات” واعادة اللحمة الوطنية بعد ان شابها الكثير من طمس للهوية الوطنية المغيبة الى يومنا هذا بدليل اعتماد المحاصصة نهجا خبيثا لتكريس مفهوم المكونات وتجذير التخندق الطائفي والذهاب للهويات الفرعية التي ادمت الشعب وهددت وحدتة الوطنية ، ان الهويات الفرعية محترمة ولكن يجب ان لاتعلوا على الهوية الوطنية الجامعة لعموم العراقيين ،
من ضرورات المرحلة عودة التيار الصدري لمزاولة عمله السياسي لمعالجة الفراغ الذي حصل بالعملية السياسية والتي يتطلب تصحيح مسارها واعتماد منهج سياسي مختلف كليا عن ما مضى فرصة التيار كبيرة بقيادة المرحلة القادمة بشرط ان يتحول الى تيار وطني بعيدا عن المسميات المذهبية والطائفية ، وان يكون شعارة على سبيل المثال وليس الحصر ،
“الوطن قبل الخبز” أو “العراق اولا” ، تحت هذا الفهم وحده ممكن ان نجد طريقنا للخلاص وبعكسه نبقى بعيدين عن جادة الصواب ، كلنا امل ان يحسم التيار خياراتة بقيادة الاصلاح والعمل على تشخيص اسباب الفشل وتحديد السبل الكفيلة بالنجاح لتكوين الرؤية المفقودة لدى الجميع من هم مساهمين بالعملية السياسية ومواصلة الضغط الجماهيري لتشكيل حكومة انقاذ انتقالية بتوافق وطني تكون الثوابت الوطنية دليلا مركزيا لها وابرز مهامها العمل على انتخابات مبكرة وسن قانون انتخابي جديد واقامة انتخابات عادلة ونزيهه وتشكيل للجنة لكتابة وتعديل الدستور ، فمن غير المعقول وبعد عشرين عاما على التغيير ان نجد انفسنا في نفس المتاهة الفكرية ولم نحسم خياراتنا بالتوجهات الوطنية ويكفي تجربة عشرين عاما من الفشل والخذلان !! كل عوامل القوة والاقتدار يمتلكها التيار بل الوحيد القادر على قلب المعادلة شرط ان نتوخى الدقة بالمواقف المصيرية ، واليوم العراق في مرحلة مفصلية تحيط به المشاكل والتحديات الداخلية والخارجية من كل حدب وصوب وعلى الجميع المحافظة على العراق قبل فوات ألأوان وليس لدينا المزيد من هدر الزمن والطاقات ونهب الثروات .