مقالات

حماس تغازل دمشق… القسام تنضم لنظرية نصر الله

 
الدكتور محمد بكر
كان لافتاً ظهور الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة وحديثه عن استعداد الكتائب لتقديم العون والمساعدة لمن سماهم الشرفاء والمخلصين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية وفي كل الجبهات الواقعة تحت تهديد الكيان الصهيوني، تصريح أبو عبيدة يأتي بطبيعة الحال تماشياً واستكمالاً لنظرية توحد الجبهات التي تحدث عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتفعيلاً لوحدة السلاح والمصير في مرحلة حساسة ومفصلية تكمن أهميتها بالنسبة لحركة حماس في نقطتين رئيسين :
الأولى تتعلق بالأزمة الداخلية لقطاع غزة ومايعانيه من حصار ظالم امتد لأحد عشر عاماً، إضافة لما بات يُحكى عن صفقة القرن، والاشتغال الحاصل عليها لتصفية القضية ومقاومتها وسلاحها، وربطاَ مع التوتر الحاصل على خلفية تفجير موكب رئيس الوزارء رامي الحمد الله في غزة، واتهام الحركة بذلك وحديث عباس عن إجراءات مستقبلية ضد القطاع.
النقطة الثانية : تخص مرحلة مابعد إسقاط طائرة F16 بدفاعات الجو السورية، ومابدأت تكاثره من تغيير لقواعد الاشتباك، إذ أُطلقت يد دمشق من قبل حلفائها لاستهداف أي خروقات إسرائيلية للأجواء السورية ،وحينها ظهر أبو عبيدة نفسه ليبارك العملية ويطالب بالبناء عليها، من هنا نفهم رسالة القسام التي تبدأ بهذا التصريح على قاعدة وضع الحجر الأول في مسيرة البناء على عملية إسقاط الطائرة الإسرائيلية.
تصحيح المسار السياسي لحركة حماس كان قد بدأه القيادي في الحركة اسامة حمدان من خلال ظهوره عبر شاشة الميادين وحديثه عن استعداد الحركة للقتال إلى جانب الدولة السورية في حال تعرض الاخيرة لعدوان إسرائيلي، جاء ذلك بالتزامن مع عودة الدفء للعلاقة بين حماس والجمهورية الإسلامية التي صرح مسؤؤلوها علناً باستمرار دعم الحركة وتجاوز موقف جناحها السياسي في مرحلة بعينها من الأحداث التي شهدتها سورية.
كان محقاً أبو عبيدة عندما حذر الكيان الصهيوني من أي حماقة وعدوان على قطاع غزة خلال مناورات الحركة التي عنوتها تحت مسمى الصمود والتصدي، لأن مثل هكذا عدوان سيكون عاملاً مسهلاً لعودة الحركة لمحور دمشق التي مازالت الأخيرة حتى الآن حذرة وغير راغبة حالياً بهذه العودة.
ماقاله رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية أمان هرتسي هلفي عن الأزمة المدنية الداخلية وعن شح البنية التحتية التي تعاني منه الحركة، هو صحيح بالمنطق الموضوعي، لكن رسائل الحركة سواء من خلال جناحها السياسي أوالعسكري، يجعل الحركة على الطريق الصحيحة وعلى سبيل عودة الحضور الوازن للحركة بعد سنوات من الجفاء مع داعميها.
مع اننا بالمطلق ضد أي حرب أو عدوان على القطاع المحاصر والمنهك، لكن نتمنى أن تتورط إسرائيل في ارتكاب حماقة عدوان على القطاع، لكوننا نشتاق لعودة الأيام الخوالي والزمان الجميل، إذ يزغرد الرصاص في جبهته الصحيحة، وتعود البوصلة لمسارها الذي يجب أن تكون فيه حيث تتكامل الجبهات وتوضع ” اندفاعة” المقاومين على المحك ويتضاعف إيلام العدو.