مقالات رئيس التحرير

سياسة ودواعش

جميل عبدالله

لقد أنتهى ملف داعش في العراق بجهود الجبارة للجيش العراقي وقوات البشمركة والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والعشائر , وهذه فرحة وطنية للشعب العراقي ويثمن عليها رئيس الوزراء من خلال العلاقات الدولية بدعم العراق , ونتمنى لهذا اليوم الاخير بطرد الدواعش من كل شبر من أرض العراق , والتمسك بعزم وحماية حدودنا بكل قوة حتى لا يكون محل أطماع الطامعين .

الخطط المستقبلية بالنسبة للعراق وشعبه هو أن يتمسك العراقيين بسيادتهم وحدودهم من أي اعتداء خارجي ومؤامرة خارجية قد تكون من صنف آخر ما يشبه الدواعش , لقد ضحى العراقيين بالغالي والنفيس من أجل طرد الارهاب الداعشي والقضاء مستقبلاً على الفساد .

لقد مر العراقيين بظروف قاسية جداً من جراء سياسات انحيازية لهذا أو لذاك , ونحن كشعب بغنى عن هذه السياسات الارتجالية لرجال سياسة كان عيونهم لا ترى غير أنوفهم ” قصر نظر” , فقادوا الدولة والشعب الى متاهات وأزمات لا يمكن حلولها . أما اليوم الشعب في ولادة جديدة لا نريد أو بالأحرى لا نتمكن ان نغرق في الحروب وقلب المواجع , لكن تمكنا من الدفاع عن ارضنا بطرد الدواعش , ولدينا مراحل أخرى بالنضال أو ما يسمى تنظيف البيت من الداخل ضد الفاسدين الذين هم السبب في خراب البيت وضعف نسيج المكون العراقي المجتمعي وعسكرته .

العراق ” حكومتاً وشعباً ” بعد الانتصار على الدواعش والارهاب , يجب ان نفكر كلياً ببناء أقتصادنا وتسديد الديون المتراكمة على رقاب شعبنا وننظر نظره ثاقبه على ثروتنا الوطنية والخلاص من الشركات الاجنبية المستعمرة , لكي نحافظ على الثروة النفطية والتي هي بالاساس ملك الشعب وليس ملك الفاسدين , وخاصة عندما يأتي مناقشة الميزانية العراقية السنوية ,يجب ان يخضع التصديق على الميزانية من قبل استفتاء شعبي وقرار شعبي حتى لا تكون رهينة بيد الاحزاب التي تخضع لصندوق التحاصص .

لكي نلبس اللباس المدني نترك فكرة العسكرة ونخضع لسقف القانون , لأن الرفاهية لا تأتي بالفوضى وعدم الاستقرار , أن الذين لا يريدون للشعب العراقي الاستقرار هم المستفيدين في من حالة الفوضى واللعب على أحاسيس الشعب .